قبل أربعة أيام من انعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني للتصويت على ورقة التفاهم التي اتفق عليها مع حزبي الاتحاد المسيحي كأرضية صالحة لبدء مفاوضات تشكيل حكومة مسيحية اشتراكية جديدة بقيادة المستشارة أنغيلا مركل، ظهر انقسام واضح في صفوف الاشتراكيين بين مؤيد للنتائج الأولية ومعارض لها. وصوتت الغالبية في قيادتي الحزب الاشتراكي في ولايتي برلين ساكسن ضد نتائج المفاوضات وتجديد التحالف باعتبارها «صبّت بوضوح في مصلحة المسيحيين»، ما دفع قيادة الحزب إلى الإسراع إلى التقليل من قيمة المعارضة في الولايتين الصغيرتين اللتين تضمان عدداً قليلاً من مندوبي المؤتمر الحزبي الذي يعقد الأحد المقبل. لكن ثمة من يتخوف من تصاعد الرفض مثل كرة الثلج، علماً أن قيادة الحزب الاشتراكي تواجه منذ البداية حركة قاعدية ترفض بشدة التحالف مجدداً مع المسيحيين، خصوصاً من جانب منظمة الشباب في الحزب. ولا تتوقع غالبية الألمان الكثير من التحالف الكبير الذي يؤيده أنصار المحافظين للخروج من الأزمة الحكومية المستمرة في البلاد منذ مطلع الخريف الماضي. وكشف استطلاع للرأي أجراه معه «فورزا» أن نسبة 90 في المئة من المستفتين يرون أن تشكيل نسخة جديدة من الائتلاف الحاكم الكبير بين المحافظين والاشتراكيين «يعد تحالف مصلحة بلا أي رؤية وغير قادر على إنجاز تشكيلات أخرى لحكومة فيديرالية مستقرة». وتوقع 8 في المئة من المستفتين فقط حدوث انطلاقة وتجديد للمجتمع من جانب طرفي الائتلاف المحتمل، فيما لم تر إلا نسبة 16 في المئة «أن الائتلاف الكبير الجديد بين المحافظين والاشتراكيين قد يحكم البلاد على نحو أفضل من الائتلاف الحاكم بينهما خلال الأعوام الأربعة الماضية». لكن 45 في المئة أيدوا تشكيل ائتلاف كبير مجدداً في مقابل تصويت 26 في المئة لمصلحة إجراء انتخابات جديدة، و25 في المئة لتشكيل حكومة أقلية. وعلى رغم الانتقادات التي توجهها القاعدة الحزبية للاشتراكيين لقيادتها حالياً، كشف الاستطلاع أن 56 في المئة من أنصار الحزب يؤيدون ورقة التفاهم لتشكيل ائتلاف كبير، في مقابل 71 في المئة من أعضاء وأنصار حزب مركل الديموقراطي المسيحي.