بدأت أمس في القاهرة أولى جولات الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس» بهدف حسم ملف الحكومة الانتقالية التي اتفق على تشكيلها، في وقت شيّع الفلسطينيون شهداءهم الذين قضوا في مسيرات انطلقت من جبهات الجولان ولبنان والاراضي الفلسطينية في الذكرى الثالثة والستين للنكبة. ورغم عودة الهدوء الى الجبهات الثلاث مع اسرائيل، إلا ان أصداء «أحداث النكبة» تواصلت امس، خصوصا على مستوى المجتمع الدولي الذي تراوحت ردود فعله بين دعوات الى ضبط النفس صدرت عن الاممالمتحدة وفرنسا، وبين موقف قوي عبر عنه البيت الابيض عندما قال ان «لإسرائيل الحق في منع العبور غير الشرعي الى أراضيها»، وان «على جيرانها تقع مسؤولية منع مثل هذه الانشطة، مؤكدا انه «يعارض بشدة تدخل الحكومة السورية من خلال الحض على التظاهر في هضبة الجولان... ويبدو لنا بديهياً ان الامر يتعلق بمحاولة لصرف الانظار عن القمع الشديد الذي تمارسه الحكومة السورية على شعبها». أما إسرائيلياً، فكان القلق سيد الموقف، خصوصا ازاء كيفية التعامل مع سيناريو تتدفق فيه جماهير غفيرة من اللاجئين عبر الحدود او مناطق التماس بطريقة سلمية. وسارعت المؤسسة الامنية والعسكرية الى نشر قواتها بكثافة في القدس والضفة الغربية ووضعها على أهبة الاستعداد على الحدود الشمالية (مع لبنان وسورية) تحسباً لأي طارئ. وفي واشنطن، اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قبل محادثاته مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن امس ان المحادثات ستتطرق الى «سبل اعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات». وأكدت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» أن الجانب الأردني يحاول الضغط على واشنطن لوضع اقتراحات جدية على شكل مرجعيات لتحريك المفاوضات. غير أن الأجواء في واشنطن، خصوصا بعد تنحي المبعوث جورج ميتشل واعلان المصالحة الفلسطينية، تتجه نحو تأجيل طرح أي أفكار أميركية أو خطة سلام الى حين اتضاح الأمور على الساحة الفلسطينية وشكل الحكومة المقبلة ومستقبل مساعي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في أيلول (سبتمبر) المقبل. ورجحت مصادر موثوقة أن تنتقل واشنطن الى «ادارة الأزمة» في هذه المرحلة ومنع انفجار الوضع الأمني، واكتفاء الرئيس باراك أوباما في خطابه الخميس بتأكيد الخطوط العريضة لعملية السلام من دون طرح أي مبادرات جديدة في هذه المرحلة. وسيكون لأوباما خطاب آخر الأحد أمام لجنة العلاقات الأميركية - الاسرائيلية يستبق فيه خطاب نتانياهو أمام الكونغرس الثلثاء المقبل، ولقاءه نتانياهو الجمعة.