كشفت دراسة حديثة، أعدتها وزارة الصحة، ان النساء المدخنات، يمثلن نحو 16.6 في المئة من إجمالي المدخنين في السعودية، بواقع مليون سيدة من أصل ستة ملايين مدخن، فيما كان آخر إحصاء لعدد المدخنين في السعودية، يشير إلى وجود 600 ألف مدخنة. واحتلت المنطقة الشرقية الصدارة بنسبة المدخنين، الذين يمثلون 45 في المئة من إجمالي السكان، منهم 20 في المئة نساء، يبلغ عددهن 50 ألف امرأة. وعزت اختصاصية الباطنية في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتورة عائشة العصيل، التي عرضت نتائج الدراسة مساء أول من أمس، ارتفاع نسبة المدخنات في الشرقية، إلى «كثرة مقاهي الشيشة والمعسل، وكذلك وجود نسبة كبيرة من مدخنات «القدو»، وهو نوع من التبغ، تدخنه النساء خصوصاً في منطقة الخليج. فيما احتلت المنطقة الغربية المركز الثاني في عدد المدخنين، بواقع 27 في المئة بحسب الدراسة، التي وصلت إلى المستشفيات قبل أربعة أيام. وجاءت المنطقة الشمالية في ذيل القائمة، ب14 في المئة. وعرضت العصيل نتائج الدراسة خلال مشاركتها في «الملتقى الأول لمكافحة التدخين بين السيدات»، الذي نفذه فريق «وجهة للعمل التطوعي»، في «غرفة الشرقية». وذكرت أنه تم «تصنيف السعودية الثانية خليجياً، لناحية تدخين السيدات، فيما تصدرت البحرين القائمة. وحلت الإمارات ثالثة. وكانت نساء قطر الأقل تدخيناً». واستعرضت التصنيفات لناحية الوظائف والأعمار، التي شكلت «صدمة» في المجتمع السعودي النسائي، «فنسبة المدخنات بين من هن دون سن ال15 كانت 45 في المئة، وفي المرحلة المتوسطة 27 في المئة. فيما وصلت النسبة في المرحلة الثانوية 35 في المئة. أما نسبة الموظفات، فكانت 13 في المئة، وتراوحت نسبة العاملات في القطاع الطبي بين ستة إلى 18 في المئة». وأضافت «الصدمة التي تلقيناها هي أن النصيب الأكبر كان للمعلمات وموظفات القطاع التعليمي». وفضلت عدم الكشف عن النسبة قائلة إن «الأمر يشكل أرقاً فعلياً». ونوهت العصيل، خلال الملتقى الذي كان الحضور النسائي فيه «خجولاً»، إلى «ارتفاع نسبة حالات الولادة المبكرة والإجهاض المستمر في أقسام الولادة في المستشفى، بسبب التدخين»، موضحة أن «مركز الملك فيصل للأورام يُعالج سنوياً 2700 حالة ناجمة عن الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، فيما تُعالج المراكز السعودية الأخرى 1500 حالة. وتبين ان سبعة آلاف حالة تخضع للعلاج بسبب آثار التدخين، منها 4200 سنوياً لا يجدي معها العلاج، بسبب وصولها إلى مستويات متقدمة في المرض، وبالتالي يتوفى سنوياً 400 ألف شخص في المملكة بسبب التدخين». بدورها، كشفت الاختصاصية من جمعية «السكر والغدد الصماء» نورة الراشد، انه يتم «سنوياً بتر نحو ألف قدم نتيجة الإصابة بالسكري المرتبط بالتدخين»، مضيفة يوجد «ثمانية ملايين مصاب بالسكري في المملكة من أصل 28 مليون نسمة، وهو إجمالي عدد السكان، أي الربع، علماً بأن الاكتشاف المبكر للسكري، والتوقف عن التدخين، يقلل الإصابة بأمراض عدة، خصوصاً أن 70 إلى 90 في المئة يتشافون بإتباع سلوكيات الحياة الايجابية»، مبينة أن «وزارة الصحة تنفق سبعة بلايين ريال سنوياً على علاج مرضى السكري». وفي كشفت الدكتورة تهاني درويش، في محاضرة حول «أمراض الفم»، أن «75 في المئة من أمراض اللثة بين البالغين، ناجمة عن التدخين».