أطلقت القوات الإسرائيلية النار على عشرات المتظاهرين الذين اخترقوا السياج الحدودي في ذكرى النكبة، ودخلوا منطقة مجدل شمس في الشطر المحتل من الجولان، ما أدى الى مقتل أربعة وجرح العشرات. ودانت وزارة الخارجية السورية أمس بشدة «الممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي قامت بها ضد أبناء شعبنا في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى»، وطالبت المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل المسؤولية عما قامت به من ممارسات، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إن دخول متظاهرين قدموا من سورية الى الجزء المحتل من هضبة الجولان «عمل خطير جداً»، محملاً دمشق مسؤولية ما حصل. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية في بيان تلقت «الحياة» نسخة عنه: «في ذكرى النكبة، نستعيد المعاني والعبر التي تقدمها للأمة العربية في صنع حاضرها ومستقبلها». وأضاف: «إن سورية التي وقفت دائماً إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمت صموده ومقاومته من أجل استعادة حقوقه المشروعة وتحرير أرضه المغتصبة، تحيي اليوم شهداء الأمة العربية جميعاً الذين ضحوا وعلى مدى عقود بأرواحهم الطاهرة في سبيل نصرة القضية الفلسطينية». وفي إسرائيل، قالت الناطقة باسم الجيش افيتال ليبوفيتز لوكالة «فرانس برس» إن ما جرى في الجولان «عمل خطير جداً وعنيف يهدد أمن سكان إسرائيل وينتهك أراضيها». وأوضحت إن «آلاف المتظاهرين من الجانب السوري هاجموا خصوصاً بالحجارة جنودنا في المقلب الآخر ودخل العشرات من بينهم الى إسرائيل»، مشيرة الى أن الجيش الإسرائيلي «أطلق النار في الهواء». واعتبرت أن «الحكم في سورية نظم هذه التظاهرة العنيفة لمحاولة تحويل أنظار الرأي العام العالمي عما يحصل في مدنه»، في إشارة الى القمع الدامي للتحركات الاحتجاجية في سورية. في الوقت نفسه، عادت إسرائيل تتحدث عن «عنصر المفاجأة» ومباغتتها على الحدود في أعقاب ما حصل في الجولان السوري. ووجه معلقون في الشؤون العسكرية انتقادات للجيش «الذي طمأننا في الأيام الأخيرة إلى أنه متأهب لكل طارئ». وقال معلق في القناة الثانية إن ما حصل في مجدل شمس أظهر أن «إسرائيل قابلة للاختراق وأن الحدود محكمة الإغلاق هي وهم». وأضاف أن المتظاهرين القادمين من سورية «رأوا أمامهم جنوداً (إسرائيليين) مترددين لا يعرفون كيف يتصرفون». وزاد أن هذا الضعف سيستغله آخرون في مرات مقبلة، ولا يمكننا أن نعرف أي حدود سيتم اختراقها»، معتبراً ما حصل «سابقة خطيرة للغاية». وزاد: «من المفارقات أنه بالذات على الجبهة الفلسطينية حيث توقعنا صدامات مع متظاهرين فلسطينيين، الأمور هادئة، وتأتينا المفاجأة من الجبهة الهادئة في الجولان». واتفق المعلقون على أن ما حصل في الجولان «كان بإيعاز خفي من النظام السوري الذي يريد صرف الأنظار عن مشاكله الداخلية».