صدر حديثاً عن المؤسسة العربية (بيروت – عمّان) للقاص والروائي العراقي نزار عبدالستار رواية جديدة بعنوان «الامريكان في بيتي «. تدور أحداث الرواية حول صحافي ينتمي إلى منظمة سرية عراقية كانت أسست في منتصف القرن الثامن عشر، للقيام بأعمال خيرية وبدعم من الآباء الدومينيكان، الا ان المنظمة ومع دخول الجيش الأميركي إلى العراق تتحول نحو إعادة بناء الهوية الثقافية للوقوف بوجه ثقافة التعصب والانغلاق والخوف. ويصبح الصحافي جلال من النشطاء الفاعلين في المنظمة ويقوم بأعمال مناهضة للعنف الدائر في البلاد. إلا ان القوات الأميركية المتواجدة في العراق تضعه تحت المراقبة بإيعاز من ضابط أميركي كبير تربطه بالصحافي العراقي علاقة صداقة. ويرى عبدالستار ان روايته تتحدث عن استعادة الثقة بالنفس من خلال إحياء معرفي جديد يعيد بناء الانسان ويخلصه من ثقافات الخوف الطارئة. فالرواية ليست معنية بيوميات أحداث العراق وإنما تنبه الى حافز الاحتكاك بين حضارتين وما نتج عنه من صراع وهيمنة. ويتوقع أن يؤدي هذا الى إعادة تشكيل الهوية الثقافية وإيجاد دافع لمنعطف جديد. ومن جو الرواية: «وحده مايكل الذي لا ينزعج من ردي بالعربية، التي لا يعرفها، على كلامه الإنكليزي، الذي لا أعرفه، ويبتهج إذا ما قلت شيئاً بسيطاً بلغته. وجدته يقف باندهاش وحب، كما في مرات عدة سابقة، أمام ثلاجتنا الفستقية، ماركة westing house، المصنوعة مطلع ستينات القرن العشرين. فتح بابها وتفرج على طعامنا. ألقى نظرة على دواليب المطبخ، وأخذني إلى الحمام. فتش الغسالة، وشم عبوات الشامبو. وعندما وصلنا إلى غرفة المعيشة تمهل، كما في كل مرة، وتطلع إلي منتظراً أن أقول جملتي الانكليزية المشبعة بالخوف: my wife and my children، فابتسم وهو يتراجع. نقلوا قاذفات أنبوبية، ومناظير، وأجهزة بشاشات، وهوائيات، وصناديق لم يسبق لي رؤيتها. كلفوني بمهمة ترتيب علب الذخيرة. يحدث هذا عندما يكتشفون أنني يمكن أن أكون مفيداً. قبل أربعة أشهر عهدوا إلي بمهمة حمل جهاز مكعب الشكل يصدر صفيراً خافتاً كل دقيقة، وعندما طلبت من مايكل أن ألمس بندقية ال M16 نهرني بغضب، وأخذ مني الجهاز، وجعلني أجلس على الأرض قرابة نصف ساعة تحت حراسة ذلك الذي يقول لي دائما: تباً. هذه الأمور تحدث عندما ننسى بشكل مفاجئ، وغامض قوانين العداء التقليدية. أحياناً أجدهم يعيدون ملعقة ساقطة إلى مكانها الطبيعي» . الغلاف من إخراج زهير أبو شايب .