يبدأ وزير الدفاع المصري السابق عبدالفتاح السيسي فترة حكمه بقوة في مواجهة خصومه عززها اكتساحه الانتخابات الرئاسية، إذ أظهرت نتائج غير رسمية نيله 23 مليوناً و500 ألف صوت، ما يقترب من العدد الذي ناله المرشحان في الانتخابات الماضية. وأقر المرشح الخاسر حمدين صباحي بهزيمته، لكنه شكك في صدقية الأرقام المعلنة. (للمزيد) وقدرت نسبة المشاركة بأكثر من 45 في المئة، وهي نسبة فوق متوسطة لكنها أقل قليلاً من نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية. ومن المقرر أن تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية منتصف الأسبوع المقبل النتائج الرسمية، قبل أن تبدأ قبل نهاية الأسبوع إجراءات تنصيب السيسي رئيساً، بعد أداء اليمن أمام المحكمة الدستورية العليا. وتوقع مصدر قضائي تحدث إلى «الحياة» إعلان النتائج رسمياً الثلثاء المقبل. وكانت النتائج غير الرسمية أظهرت حصول السيسي على نحو 96.9 في المئة من الأصوات، فيما كان لافتاً أن تحل الأصوات الباطلة التي بلغت نحو مليون صوت في المركز الثاني. ونال صباحي نحو 747 ألف صوت، ما يمثل تراجعاً كبيراً للرجل الذي حل ثالثاً في الرئاسيات الماضية بنحو 5 ملايين صوت. وأشادت حملة السيسي بالنتائج في بيان، واعتبرت أنها وضعت مصر «على بداية الطريق الصحيح». وشكرت المصريين على «المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية لتختار مصر مستقبلها ولإنجاز استحقاق جديد في خريطة المستقبل التي التقت عليها إرادة جموع المصريين كأحد مكتسبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو». وشددت على «ضرورة الاصطفاف الوطني والعمل بتجرد كامل ووطنية مخلصة لهدف وحيد، ينبغى أن يتوافق عليه الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم أو توجهاتهم، وهو حب هذا الوطن والتضحية من أجله». أما صباحي فأقر بهزيمته، لكنه شكك في نسب المشاركة والفارق الكبير بينه وبين السيسي. وقال: «شاركنا في الانتخابات، ولم نشترط على شعبنا قرارا أو اختيارا. ونقبل إرادة شعبنا خاضعين لحكمة الشعب وقدرته فهو القائد والمعلم». لكنه أضاف: «لا أعطي أي صدقية للأرقام عن نسبة المشاركة ولا أعترف بها. نتيجة الفرز في بعض اللجان جاءت بصفر أصوات لصالحي. لم يحسبوا حتى صوت مندوب الحملة في اللجنة». واعتبر أن الأرقام المعلنة «إهانة لذكاء المصريين». وتعهد بناء «تيار سياسي جديد ينحاز إلى الفقراء ويسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية». وشدد على أنه لن يقبل بأي منصب «ولن نكون شركاء في أي سلطة تنفيذية». غير أن الناطق باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات القاضي طارق شبل رفض التشكيك في نسب الإقبال، معتبراً أن «التنظيم الجيد قضى على الزحام، وذلك شيء محمود يُحسب للجنة... اتخذنا إجراءات تيسيراً على الناخبين ولعدم إرهاقهم، إضافة إلى مد التصويت ليوم ثالث... لا مجال للتشكيك في نسبة الاقتراع». وقدرت بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات نسبة المشاركة بنحو 46 في المئة. وأشار رئيس البعثة ماريو ديفيد خلال مؤتمر صحافي أمس إلى أن الاقتراع «تم في جو هادئ وفي شكل ديموقراطي وحر ونزيه، لكنه قد لا يكون عادلاً». وأضاف أن تمديد الاقتراع ليوم ثالث «ليس ضد القانون، بل كان للضرورة ولم يؤثر على عملية الاقتراع ولم نلاحظ ضعف الإقبال أو نسبة المشاركة»، مشيراً إلى أن «نجاح السيسي كان متوقعاً ونسبة المشاركة عالية ومقنعة». ورأى أن التجاوزات التي شهدها الاقتراع لم تؤثر على النتيجة. وبالمثل أعلنت رئيس بعثة الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات هيفاء أبو غزالة أن السلبيات التي شهدها الاقتراع الرئاسي «لم تؤثر على سير العملية الانتخابية في مجملها». وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي محمد الأمين ولد جيج أن الانتخابات «تمت بطريقة سلسة وآمنة، وفي جو من الاستقرار والسلم الأهلي يتماشى مع المعايير الدولية، واستطاع الناخب الادلاء برأيه بكل حرية وشفافية... لم نلحظ أي خروقات تخل بالعملية الانتخابية». وبحسب النتائج الأولية، كانت العاصمة الأعلى تصويتاً للسيسي تلتها الدقهلية في دلتا النيل ثم الشرقية والجيزة والغربية والاسكندرية والمنوفية وكفر الشيخ.