مهما حاول أحدنا أن يختار عنواناً يليق بمبارة هذا المساء بين الشقيقين الشباب والهلال لن يجد تعبيراً أفضل من «قمة الوسطى» ليكشف عن الصورة الكاملة التي يعبر من خلالها عن قمة مباريات الدوري السعودي، أو ال «دربي» الفعلي والحقيقي لكرة القدم، ولعل ما يعيشه الفريقان من قوة فنية حالية تجعلني أطلق على مباراتهم مسمى «قمة القمم» الفنية فوق المستطيل «الأخضر». وبالفعل المؤشرات الأولية توحي بشوطين في غاية الروعة والامتاع. كيف لا وخطوط الفريقين تزخر بألمع نجوم الكرة السعودية، إضافة إلى أبرز النجوم الأجانب المنتدبين لدعم صفوف الفريقين، هذا الزخم العناصري المميز في الشباب والهلال مدعوماً بحال الاستقرار الفني بقيادة أبرز المدربين البلجيكي غريتس والبرتغالي باتشيكو يجعلنا نؤكد هذه الحقيقة، وهنا أيضاً لن نغفل عن الإشادة بالعمل الاحترافي من إدارة الناديين عبدالرحمن بن مساعد في الهلال وخالد البلطان في الشباب، والتي أسهمت بقوة في بقائهم في أعلى الترتيب لجدول الدوري، وما شدني بالفعل خلال اليومين الماضيين أن هذه المباراة المنتظرة أصبحت تشغل بال الكثيرين من خارج الحدود الذين باتوا ينتظرون صافرة البداية كما ننتظرها نحن، وسط ترقب وانتظار لمسار النقاط الثلاث التي تعتبر ذات قيمة مضاعفة لكلا الفريقين، هذه الأهمية القصوى لتنافس الفريقين على صدارة الترتيب مع عدم إغفال فريق الاتحاد في هذا الجانب يجعلني أطالب لاعبي الفريقين بالتركيز على تأدية مباراة تنافسية في حدود ملعب المباراة، والتفرغ لإمتاع أنفسهم ومشاهديهم مع تحقيق مطالب أنصارهم بالفوز، وإذا كان الفريق الهلالي سيجد في هذا المساء دعماً كبيراً من أنصاره فوق مدرجات ملعب المباراة، إلا أن لاعبي فريق الشباب يمتلكون «اللقاح» لمثل هذه المناسبات، والتاريخ رصد لهم الفوز والتفوق تحت «ضغط» جماهير منافسيهم، والهلال كان أحد هذه الفرق في مباريات ماضية. حديث الوسط الرياضي عن هذه المباراة جعل أحد مشجع الشباب «المخضرمين» يحادثني هاتفياً ويؤكد أن هذه المباراة أعادتة لسنوات ماضية شهد فيها «دربي» الشباب والهلال، وكانت الإثارة حاضرة قبل وأثناء وعقب المباراة، وهنا أقول وأبعث برسالة للاعبي الفريقين أننا كشبابيين أو هلاليين ننتظر منكم وجبة كروية كاملة الدسم، ولا ننتظر تشويهها بألعاب والتحمات تخدش جمالية أدائكم طوال الجولات الماضية، ومن حقنا أن نتمتع بفنون طارق التايب وكماتشو، وروعة الشلهوب والفريدي، ومن حقنا أن ننتظر لدغات الشمراني والقحطاني، ومن حقنا أن نراقب المحاربين السعران ورادوي. هذه الأمنيات ستكون هي الأبرز بحول الله، وكشبابي أتمنى فوز فريقي في هذا المساء، وبما أنني محلل ومراقب سأكون أكثر طمعاً في مباراة مثيرة وحماسية بين الشقيقين الهلال والشباب. [email protected]