القدس المحتلة، واشنطن – أ ب، ا ف ب – يرى خبراء أميركيون وإسرائيليون، ان الانتخابات الرئاسية في ايران لن تغيّر كثيراً اسلوب تعاطي الجمهورية الاسلامية مع العالم، خصوصاً في ما يتعلق ببرنامجها النووي ومحاورة الغرب، وهي مسائل تعود الكلمة الفصل فيها الى المرشد علي خامنئي وليس الرئيس. وقال كريم سادجادبور من «مركز كارنيغي لبحوث السلام» في واشنطن: «تقول الحجة ان انتخاب رئيس معتدل قد يمنح الولاياتالمتحدة ثقة مفرطة حول طبيعة النظام الايراني». واضاف: «اذا فاز (الرئيس المنتهية ولايته محمود) أحمدي نجاد، لن تكون هناك مرحلة انتقالية ولن تسعى الادارة (الاميركية) الى إضاعة مزيد من الوقت حول المفاوضات والعقوبات». وأشار سادجادبور الى ان إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اوباما ستتطلع ايضاً في هذه الحالة، الى الحصول على اجابات سريعة من طهران حول الحوار في شأن افغانستان والعراق ومسائل اخرى. وقال: «اذا خسر (نجاد)، سيكون هناك تأخير في مناقشة الملف النووي على الأقل، حتى يستلم الفريق الجديد دفة الحكم». اما علي نادر وهو خبير في مركز «راند» للبحوث فاعتبر ان ثمة اختلافات واضحة بين نجاد وخصمه الاصلاحي مير حسين موسوي، لكنها قد لا تعني الشيء الكثير في ما يتعلق بسلوك الحكومة الإيرانية. وقال ان «المرشحين مختلفان سياسياً، لكن المرشد يتخذ القرارات النهائية. اذا فاز موسوي، لن يستطع بالضرورة تغيير السياسة الخارجية، لكنه قد يكون قادراً على تحسين صورة إيران دولياً». كما يعتبر نيكولاس بيرنز الرجل الثالث سابقاً في وزارة الخارجية الاميركية، ان «الانتخابات الايرانية مهمة في قياس الاتجاه الذي ستسلكه البلاد». واضاف بيرنز الذي كُلف سابقاً الملف الايراني في الوزارة، ان «سمعة ايران الدولية تراجعت في شكل كبير خلال عهد نجاد. المؤسسة الحاكمة تنتظر انتهاء هذه الانتخابات قبل الرد على دعوة اوباما الى الحوار. ما ان تنتهي الانتخابات، سنشهد بداية المفاوضات». وكان الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس قال رداً على سؤال حول الانتخابات الايرانية، «سننتظر لنرى ما الذي سيحصل هذا الاسبوع. لن ادخل في حديث عن المرشحين». واكتفى غيبس بالاشارة الى «الاهمية البالغة» في ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة. واضاف ان «الامر لا ينحصر بهذا، فالمسألة تتعلق أيضاً بكيفية تصرف هذه الحكومة مستقبلاً». اسرائيلياً، قال رئيس «مركز القدس للعلاقات العامة» دوري غولد ان «القرارات الرئيسية (في ايران) في المجال النووي، يتخذها المرشد الاعلى خامنئي» وليس الرئيس الذي يُعتبر الرجل الثاني في النظام. واضاف غولد وهو مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: «من هنا فإن معرفة هوية الرئيس المقبل ليست أمراً مهماً». واكد غولد الذي شغل سابقاً منصب سفير اسرائيل لدى الاممالمتحدة، ان «كل المرشحين يدعمون مواصلة البرنامج النووي». وفي هذا السياق، تعتبر الاستخبارات الاسرائيلية ان ايران قد تنتج قنبلة ذرية بحلول عام 2010. وقال ايلي كارمون من «مركز هرتزلينا» ان «المأزق مع ايران سيبلغ مداه نهاية العام، وعندها سنرى ما اذا كانت القيادة البراغماتية ستوافق على الانصياع للضغوط الدولية والاميركية، او ستختار المواجهة». لكن مناشي عمير وهو خبير في الشؤون الايرانية يرى ان وصول مرشح معتدل الى الرئاسة في ايران، يعتمد لهجة مغايرة للهجة نجاد، من شأنه تقويض جهود المجتمع الدولي لاقناع طهران بوقف برنامجها النووي. وقال: «اذا ظلت السياسة (الايرانية) الفعلية على ما هي عليه ولكن بنبرة هادئة، يُمكن لايران ان تنجح في تنويم الغرب ومواصلة تطوير برنامجها النووي، والتآمر في افغانستان وباكستان ومنع التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين».