حضّت إيران مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو على أن تؤدي الهيئة «مسؤولياتها» للحفاظ على الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، بعدما «انتهكته» الولاياتالمتحدة إثر تمديدها عقوبات مفروضة على طهران منذ العام 1996. وأبلغت إيران أمانو رغبتها في «تعاونٍ» مع الوكالة لإنتاج «محرّك يعمل بالدفع النووي» لاستخدامه في النقل البحري. وأجرى أمانو أمس زيارة خاطفة لطهران، التقى خلالها الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. وزيارة أمانو هي الثانية لإيران، بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي مطلع السنة. وقال روحاني لمدير الوكالة الذرية إن تمديد العقوبات الأميركية «يتعارض» مع الاتفاق، مرجّحاً أن يؤدي إلى «خفض مستوى الثقة العالمية بالإدارة الأميركية». وشدد على أن طهران ستواصل «احترام تعهداتها في إطاره، طالما ينفذ الأطراف الآخرون التزاماتهم». وحضّ الوكالة الذرية على «القيام بمسؤولياتها للحفاظ على الاتفاق»، منبّهاً إلى وجوب أن تكون تقاريرها في هذا الصدد «فنيّة ومحايدة»، وأن تضطلع ب «مهماتها في نقل التكنولوجيا النووية السلمية والتجارة النووية» إلى إيران. وأبلغ روحاني أمانو رغبة طهران في «تعاون تقني جيد» مع الوكالة الذرية «من أجل إنتاج محرّك يعمل بالدفع النووي». وكان الرئيس الإيراني أمر الأسبوع الماضي ب «التخطيط لتصميم محرّك يعمل بالدفع النووي، وصنعه لاستخدامه في النقل البحري»، ردّاً على تمديد العقوبات الأميركية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمانو تأكيده خلال لقائه روحاني، التزام طهران الاتفاق النووي، معتبراً أنه «إنجاز ضخم، يجب بذل كل الجهود لتطبيقه». وشدد على «ضرورة تطوير العلاقات مع إيران»، مشيراً إلى أن الوكالة «ستواصل عملها في شكل محايد وتلتزم المعايير الفنية». ونقلت هذه الوسائل عن أمانو قوله خلال مؤتمر صحافي مع صالحي، انه «راضٍ عن تطبيق الاتفاق النووي»، معرباً عن أمله ب «مواصلة هذا النهج». وأكد «التزام إيران تعهداتها، وهذا مهم». وأشار صالحي إلى أن المحادثات بين الجانبين «تضمّنت مراجعة لكل بنود الاتفاق، وتبادلاً لوجهات النظر». ونفى أن يكون أمانو نقل رسالة من الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أن إيران أبلغته «عتاباً» بعد تمديد العقوبات الأميركية، ومؤكداً أنها «ليست عاجزة عن التعامل بالمثل مع أميركا، لكنها لا تريد هدم الجسور وراءها». وأعلن صالحي انه وأمانو «ناقشا بالتفصيل» أمر روحاني بإنتاج «محركات تعمل بالدفع النووي، والصلاحيات التي تمنحها معاهدة حظر الانتشار النووي لطهران في هذا الصدد، إضافة إلى المساعدات التي تضعها الوكالة في تصرّف إيران». ولفت إلى أن «هذا المحرّك يحتاج إلى وقود مخصب بنسبة تراوح بين 5 و90 في المئة، وهذا يتوقّف على نوع المحرّك وهدف استخدامه، لكننا سنلتزم حتماً إطار الاتفاق النووي واتفاقات الأمان». ويلزم الاتفاق النووي طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المئة.