أظهرت دراسة أميركية أن وصف الأطباء أدوية ألم الأعصاب مثل «نيورونتين» و «ليريكا» زاد بأكثر من ثلاثة أمثاله في السنوات الأخيرة مدفوعاً بزيادة تناول هذه الأدوية بين كبار السن الذين يعانون آلاماً مزمنة والمرضى الذين يتناولون المواد الأفيونية. وارتفع معدل وصف الأطباء لدواء «نيورونتين» أو أدوية أخرى من المجموعة الدوائية ذاتها لعلاج البالغين في الولاياتالمتحدة من 1.2 في المئة في 2002 إلى 3.9 في المئة بحلول 2015، وهي فترة شهدت أيضاً ارتفاعاً في عدد حالات الوفاة نتيجة تعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية. وقال قائد فريق الدراسة مايكل يوهانسن، وهو من كلية الطب التقويمي في جامعة «أوهايو»، إن واحداً تقريباً بين كل 25 بالغاً يتناولون هذه النوعية من الأدوية كل سنة «وهو أمر مهم نظراً لقلة ما لدينا من بيانات تؤيد كثرة استخدام هذه الأدوية وأمان تعاطيها لوقت طويل». وأضاف يوهانسن: «ظني هو أن السبب في أكثر حالات استخدام هذه الأدوية يرجع إلى محاولة علاج ألم مزمن بدواء لا يحتوي على مادة أفيونية». وتفيد تقديرات «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» في أتلانتا أن عدد الوفيات نتيجة تعاطي المواد الأفيونية التي تشمل الهيروين ووصفات علاجية مثل الأكسيكودون والهيدروكودون والميثادون زادت إلى أربعة أمثالها منذ 1999. وفحص يوهانسن بيانات استقصائية لعينة تمثل 346177 بالغاً أميركياً وشملت العينة بيانات عن أي أمراض أو وصفات علاجية. وقال الباحث في كلية الطب في جامعة «ساوث كارولاينا» كريستوفار جودمان، وهو لم يشارك في الدراسة إن تناول أدوية ألم الأعصاب قد يكون مفيداً لبعض المرضى، لكن عليهم التفكير في أساليب أخرى للتحكم في الآلام مثل ممارسة التمارين والعلاج الطبيعي واليوغا وهي أساليب قد تكون أكثر أماناً وتخفف من الألم. وحذرت الباحثة في كلية «جون هوبكنز بلومبرغ» للصحة العامة في بالتيمور ماريسا سيمانز، وهي لم تشارك في الدراسة، من أن استخدام هذه الأدوية مع المواد الأفيونية قد تجعل المرضى أكثر عرضة لمشاكل تنفسية بالغة وللوفاة.