أدلى القبارصة الأتراك بأصواتهم أمس لانتخاب أعضاء البرلمان البالغ عددهم 50 نائباً، في اقتراع مبكر يتم بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات لإعادة توحيد جزيرة قبرص المقسّمة منذ عام 1974. ويتجاوز عدد الناخبين المسجّلين في «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة، 190 ألفاً. ويأتي هذا الاقتراع قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في جمهورية قبرص في 28 كانون الثاني (يناير) الجاري. ويحكم ائتلاف يضم حزب الوحدة الوطنية اليميني القومي والحزب الديموقراطي المحافظ هذه المنطقة التي تمتد على 38 في المئة من أراضي قبرص، ويبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة. ويرى محللون أن الحزب الديموقراطي بقيادة سردار دنكطاش، نجل رؤوف دنكطاش الزعيم القبرصي التركي الراحل مؤسس «جمهورية شمال قبرص التركية»، قد لا يصل إلى عتبة ال5 في المئة من الأصوات بسبب خلافات داخلية. وأبرز التشكيلات المتنافسة في الاقتراع، حزب الوحدة الوطنية والحزب الجمهوري التركي اليساري الذي يؤيّد تسوية مع القبارصة اليونانيين، يليهما حزب الشعب بقيادة قدرت أوزارساي المفاوض السابق في عملية السلام. وكانت الانتخابات مقررة في تموز (يوليو) المقبل، لكن موعدها قدّم بعد توتر داخل الائتلاف الحاكم، بينما تطالب أحزاب المعارضة بإجرائها. ويتوقع أن تؤدّي إلى حكومة ائتلافية باعتبار أن ليس هناك أي حزب قادر على الفوز بغالبية مطلقة. ويشارك في الانتخابات الحزب الاجتماعي الديموقراطي بقيادة الرئيس القبرصي التركي مصطفى أكينجي وحزب النهضة اليميني الذي أسسه أخيراً مستوطنون من تركيا. وخلافاً للانتخابات السابقة لم تتركز الحملة الانتخابية على القضية القبرصية بل على المسائل المعيشية اليومية والمشكلات الاقتصادية، بينما يعتمد القبارصة الأتراك إلى حد كبير على تركيا. كما أن وجود حكومة مؤيدة لحل مع القبارصة اليونانيين يمكن أن يحمل أكينجي إلى موقع أفضل في أي محادثات مستقبلية، بينما ستوجّه إدارة متشددة ضربة لسلطاته. وسلّطت الأضواء خلال الحملة على الحياة الخاصة لرئيس الحكومة حسين أوزغورغون، بعدما أعلن في الشهر الماضي أنه في مرحلة طلاق من زوجته، إثر معلومات عن علاقة عاطفية تربطه بممثلة تركية قبرصية شهيرة.