أصدر الكرملين أمس، قراراً بإنهاء خدمات نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف بسبب بلوغه سن التقاعد، وسرت توقعات بأن التطور دليل إلى رغبة روسية بتغيير سياستها في الشرق الأوسط، لكن مصدراً ديبلوماسياً أبلغ «الحياة» أن القرار متخذ منذ شهور وليس له علاقة بالوضع في المنطقة. وأفاد الجهاز الإعلامي في ديوان الرئاسة أن الرئيس ديمتري مدفيديف وقع قبل أيام، قرار احالة الديبلوماسي الروسي المخضرم إلى التقاعد. وكان سلطانوف يعد لسنوات طويلة، مهندس السياسة الروسية المتعلقة بالشرق الأوسط وعمل في الخارجية منذ العام 1970 وكان سفيراً لبلاده في عدد من البلدان العربية بينها سورية والكويت قبل أن ينتقل في العام 1992 سفيراً لدى الأردن حيث مثل بلاده حتى العام 1998 عندما انتقل إلى موسكو وشغل منصب رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية حتى العام 2001 عندما تم تعيينه نائباً لوزير الخارجية، ثم مبعوثاً رئاسياً إلى الشرق الأوسط . وفور الإعلان رسمياً، عن القرار الذي سرت إشاعات في شأنه منذ أسابيع، برزت تكهنات بأن موسكو تسعى إلى إدخال تعديلات على سياستها الخارجية عبر إجراء مناقلات تلبي متطلبات الأوضاع الجديدة في المنطقة العربية، وقال خبراء إن أسباباً أخرى بالإضافة إلى سن التقاعد، تقف وراء إنهاء خدمات سلطانوف. ولفت البعض إلى أن القرار جاء بعد تزايد استياء الكرملين لأن الخارجية لم تنجح في التكهن بوقوع الأحداث الجارية في المنطقة، كما فشلت في التعامل معها لاحقاً. لكن ديبلوماسياً روسياً نفى في حديث إلى «الحياة» صحة «التحليلات البعيدة عن الواقع» وقال إن القرار متخذ منذ شهور. إلى ذلك أشارت الخبيرة في شؤون الديبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط ييلينا سوبونينا في حديث إلى «الحياة» إلى أن «بعض الأطراف القريبة من الكرملين عمدت إلى استخدام توقيت صدور القرار لتتحدث عن تغيير في السياسة الروسية في المنطقة»، مضيفة أن تزامن صدور القرار مع التطورات الساخنة «مجرد مصادفة والقرار في شأن سلطانوف متخذ منذ زمن». في غضون ذلك، رجح خبراء تحدثت إليهم «الحياة» أن يسند المنصب الشاغر إلى السفير الروسي في مصر ميخائيل بوغدانوف وترددت معطيات عن أن هذا القرار «يناقش منذ فترة طويلة». وكان بوغدانوف شغل منصب رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية لسنوات قبل أن يعين سفيراً لبلاده لدى مصر في العام 2004، وهو يعد من أبرز الديبلوماسيين الروس الذين يتمتعون بخبرة واسعة في شؤون المنطقة. ولفت خبير قريب الصلة بالخارجية إلى أن بوغدانوف يمكن أن يشغل منصب نائب الوزير من دون أن يتم تكليفه بالمهمة الثانية التي كان سلطانوف يشغلها، ما يعني أن التعيين إذا تم قريباً، لا ينسحب على موقع المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط الذي سيبقى شاغراً.