أعلنت الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» أنها ستقدم الأسبوع المقبل «ورقة تجسد القراءة ال14 آذارية لما يحصل حولنا من ثورات وانتفاضات، وانعكاساتها على شعوب المنطقة». واعتبر المنسق العام للأمانة العامة فارس سعيد في تصريح بعد اجتماعها أمس، أن «فريق 8 آذار يظهر عجزه عن تأليف حكومة»، مشيراً إلى أن «ليس هناك أي عقل بشري يستطيع مواكبة ما يجرى، بحيث انطلقت انتفاضة عربية وثورة سورية، كما حصلت مصالحة فلسطينية، وهناك دخول جدي للجانب التركي في قضايا الداخل العربي، وتراجع ملحوظ للنفوذ الإيراني في المنطقة، وكذلك مقتل أسامة بن لادن وانعقاد مجلس التعاون الخليجي بالأمس الذي دعا الأردن والمغرب للانضمام اليه». ورأى أن «هذه المواضيع تشكل هواجس لدى البعض، أما نحن في 14 آذار فننظر إليها بأمل كبير، لأننا نعتبر أن تجربة لبنان هي تجربة العيش المشترك، ويجب أن تكون القدوة للعيش المشترك العربي». وقال: «هناك انهيار لنظام قديم بدأ مع بداية الخمسينات، وينهار نظام وراء نظام في العالم العربي، وهناك تلمس لبناء نظام عربي جديد». وعن إطلاق رئيس المجلس النيابي نبيه بري أول من أمس دعوة للخروج من اصطفافات 14 آذار للعبور الى الدولة، أجاب سعيد: «بمجرد أن يستخدم الرئيس بري عنوان العبور الى الدولة، أهلاً وسهلاً به في 14 آذار، يعني أنه يطلب انتسابه الى 14 آذار، ونتمنى عليه من موقعه كرئيس لمجلس نواب أن يواكب هذا العنوان»، معتبراً أن «الثقة لا تأتي من إعلان النيات، بل من السلوك». ورأى ان النائب وليد جنبلاط «يقوم بحركة هو المعني بها، ولا أعتقد أن ما قام به هو بمثابة مبادرة سياسية، بل أطلق جرس الإنذار الى الفريق الذي ينتمي اليه اليوم، وهو فريق 8 آذار، وهي ليست خطوة في اتجاه مبادرة سياسية يأتي بها». وأوضح أن «ما يجرى في المنطقة هو الذي يلقي بثقله على موضوع تشكيل الحكومة. لن يتجرأ فريق 8 آذار حتى هذه اللحظة - ربما بعد ساعة تتغير الأمور - على تشكيل حكومة وفقاً للمعايير التي كان طرحها حزب الله، أي حكومة تأخذ على عاتقها مواجهة المجتمع الدولي من خلال تكريس السلاح غير الشرعي وإلغاء المحكمة الدولية». ولفت الى أن النائب ميشال عون «أصبح خارج إطار الفلك السياسي، واختزل موضوع العمل السياسي بالسلطة، ويرى موضوع تشكيل فقط من زاوية الحصول على مجموعة من المقاعد الوزارية، وهو غير مبالٍ بما يجرى من تعقيدات على مستوى المنطقة أو الداخل. في كل الأحوال إن رفاق العماد عون في فريق 8 آذار كفيلون بأن يعبروا عن وجهة نظرهم في سلوكه». وأوضح أن النائب محمد رعد وعبر اعتباره ما يطلبه عون حقاً دستورياً، «فضح القلق الذي يعيشه حزب الله وحرصه على عدم التخلي عن آخر حليف له في لبنان»، وأضاف: «هذه الرشوة السياسية التي قدمها محمد رعد لفريق العماد عون هي من أجل التمسك بآخر حليف له في لبنان». وعما إذا كانت زيارة السفير السوري قصر بعبدا أعطت الإشارة السورية لتسهيل ولادة الحكومة، قال سعيد: «لتحل سورية مشكلاتها الداخلية قبل إعطاء الإشارات لتأليف الحكومة في لبنان». وعما إذا كان فريق 14 آذار سيعود الى السلطة في حال اعتذر الرئيس نجيب ميقاتي عن عدم التأليف، رد سعيد: «سنعود الى السلطة وفقاً لمعايير 14 آذار، أي أولاً بتنفيذ كل اتفاق الطائف حتى يصبح السلاح تحت سيطرة الشرعية اللبنانية وإدارتها، وتطبيق كل قرارات الشرعية اللبنانية وعلى رأسها المحكمة الدولية».