اليوم ينتهي الموسم السادس من برنامج «ستار أكاديمي»، ويُعلَن الفائز أو الفائزة بالمركز الأول بعد 17 أسبوعاً داخل جدران الأكاديمية، فهل يكون ميشال قزّي من لبنان، أم عبد العزيز من السعوديّة، أم ابراهيم من الكويت، أم بسمة من المغرب؟ لا شك في أنّ هذه الأكاديمية ستبقى للطلاب ذكرى جميلة ومحطّة مفصلية في حياتهم، حتّى بالنسبة الى الذين خرجوا منها في الأسابيع الأولى، فهي أعطت المشتركين خبرةً مهمّة لن يتسنّى للجميع اكتسابها، فضلاً عن الشهرة التي لم يكن احد منهم يحلم فيها. ولكن لا يمكن نفي أنّها أخذت منهم الكثير أيضاً، بدءاً بحريّتهم التي تخلّوا عنها منذ اللحظة الأولى من دخولهم الأكاديمية فصار عليهم التقيّد بنظام معيّن مفروض عليهم وبقرارات قد لا يوافقون عليها، وصولاً إلى الخيار الصعب الذي اتخذوه حين قُبِلوا للانضمام إلى الأكاديمية فكان عليهم أن يتركوا جامعاتهم أو أعمالهم، وأن يقوموا بمخاطرة مصيرية إذ يمكن، بعد خروجهم، أن تكون سنتهم الدراسية قد مضت أو مكانهم في العمل قد فُقِد! هذا الموسم من «ستار أكاديمي» كان حافلاً بالمفاجآت التي صارت غالبيتها متَوَقّعة، وبالبرايمات التي سعت غالباً الى جوٍّ مميّز من خلال التركيز على عيد أو فكرة أو موضوع أو حدث معيّن، ومن خلال اللوحات الاستعراضية والديكورات الضخمة التي لم تعد ضخمة جداً في عيون المشاهدين الذين اعتادوها، فصارت تلك الضخامة أمراً عادياً بالنسبة إليهم، وهذا أمر بديهي، خصوصاً عند المشاهد الأمين الذي رافق هذا البرنامج في مواسمه الستة إذ لا بد من أن يكون نظره قد ألِف رؤية الضخامة لدرجة لم يعد يهتم لها. وهذا الأمر أشبه بشخص يسافر على طائرة، ففي المرّة الأولى ستكون كلّ حواسه متنبّهة لأدق التفاصيل، أمّا حين يعتاد الأمر فإنّه سيمضي الوقت في الطائرة وهو يقرأ كتاباً أو سينام غير مهتّم بكل ما يجري من حوله! أحد أبرز البرايمات التي شكّلت حدثاً فارقاً في مسيرة الأكاديمية كان البرايم الإنساني الداعم للأطفال المرضى بالسرطان، فكان فعلاً موضوعاً مؤثّراً ومفيداً في آن، فتمّ جمع ثمن البطاقات للتبرّع بها لمعالجة هؤلاء الأطفال. وربّما كان على المسؤولين في الأكاديمية البحث عن مواضيع لم يتم التطرّق إليها سابقاً ليكون كل برايم من البرايمات شبيهاً بتلك السهرة المميزة. أمّا بالنسبة الى يوميات الطلاب في الأكاديمية، فبدا لكثر أنّهم يتابعون برنامجاً آخر ينتمي إلى تلفزيون الواقع وهو «قسمة ونصيب» حيث تابعوا قصص حبٍّ كان أبرزها قصة «ميشال وتانيا» التي تحوّلت وحُوِّلَت إلى مسلسلٍ يحمل كل معالم الحبكة الدرامية فتتعقّد الأحداث تارة ثمّ تظهر الحلول تارة أخرى قبل أن تلوح في الأفق عقدة جديدة يسعى هذه المرّة أحد الأصدقاء إلى حلّها! أمّا بالنسبة الى عبارة «حُوِّلَت إلى مسلسل» فيجب توضيحها كي لا يعتقد البعض أنّ أحد المشرفين على البرنامج يوجّه المشتركين للقيام بأمور معيّنة، على العكس، فلا أحد يتدخّل بأحاسيس الطلاب، ولكن العيون الساهرة تبحث دوماً عن أيّة حركة أو نظرة أو كلمة أو ابتسامة لتحوّلها إلى موعدٍ فلقاء، وبذلك تشد الجمهور الذي تتآكله الحشرية لمعرفة تفاصيل حميمة عن أيّ موضوع كان. أسئلة كثيرة رافقت هذا الموسم السادس وانتقادات عدة طاولته. وبلغت الانتقادات قمّتها حين قررت رئيسة الأكاديمية رولا سعد إلغاء التصويت في أحد البرايمات و السماح لِكِلا النومينيه بالعودة إلى الأكاديمية، فإذا بها «ترمي» آلاف الدولارات التي صرفها المشاهدون المساكين سدى في عملية تصويتهم، قبل ان يقترح محمد ولارا ان تذهب هذه الأموال الى مركز «سان جود»! أمّا السؤال الأبرز الذي يطرحه المشاهدون ويدور في بال المشرفين على البرنامج لدرجة جعلوا منه نوعاً من الاستفتاء، فعرضوه على الموقع المخصص لبرنامج «ستار أكاديمي» على الإنترنت: «هل أنت مع أن يعود ستار أكاديمي في موسم جديد العام المقبل؟»... هذا السؤال ربما يجب أن يضاف إليه: «ولماذا؟» لماذا يجب أن يعود هذا البرنامج في موسم جديد؟ إن كان الهدف تتويج فائز جديد باللقب فإنّ الأمر لا يحمل أهمية قصوى لأنّ نجاح المشتركين السابقين لم يكن مرهوناً بالنتيجة التي حققوها، فلاحظنا أن أشخاصاً خرجوا من الأسابيع الأولى للبرنامج وواجهوا انتقادات الأساتذة الكثيرة ثمّ دخلوا عالم الغناء وحتّى التمثيل! وإن كان الهدف تقديم الشهرة للمشتركين فإنّ هذا الهدف أيضاً غير مكتمل إذ لم تعلق في أذهان الجمهور إلاّ أسماء قليلة من بين أكثر من مئة مشترك تعاقبوا في ستة مواسم! أمّا إن كان الهدف الترفيه عن المشاهدين فلا بد من طرح السؤال حول مدى اهتمام المشاهد بعد ستة أعوام متتالية، بحيث إنّ المراهق الذي كان يبلغ السادسة عشرة من عمره قد صار الآن في الثانية والعشرين من عمره، أي أنّه سيتخرّج من الجامعة ويريد التركيز على مستقبله وعمله، ومن الطبيعي أن يكون قد فقد الاهتمام بمتابعة أخبار فلان وفلانة، ولم يعد يهتم إن دمعت عينا هذه لأنها مشتاقة إلى أهلها أو إن انفرجت أسارير تلك لأنّها التقت بفارس أحلامها! أياً يكن الأمر، يبقى السؤال: من سيتوّج نجم الموسم السادس بحضور نجوى كرم وملحم بركات وعاصي الحلاني؟ * «أل بي سي»، 18.30 بتوقيت غرينتش