في مركز الكلى في مستشفى الملك فهد في جدة كان راشد العلوي ممسكاً بيد زوجته التي تعاني من فشل كلوي منذ أكثر من 10 سنوات قضاها معها بين المستشفيات ومراكز غسيل الكلى، حتى تمكّن من زراعة كلية لزوجته المريضة. «في السنوات الخمس الأولى واجهنا صعوبات كبيرة، وأوصى الأطباء بزراعة كلية، وبعد جهد كبير تمكّنا من زراعتها»، يقول العلوي الذي قضى ثماني سنوات أخرى بعد جراحة الزراعة يأتي من جازان إلى جدة كل شهرين، لتجري زوجته الجلسات المخصصة لها، «ولكي نطمئن على صحتها»، بسبب عدم وجود مراكز متخصصة في مدينة جازان تملك التجهيزات الطبية الكافية. ويشير إلى أنه كان يواجه صعوبات كبيرة في توفير الأدوية الخاصة بزوجته، «يصرف لنا مركز الكلى في مستشفى الملك فهد في جازان، ست عبوات مجاناً تكفي زوجتي لمدة شهرين أو ثلاثة فقط، وسعر العبوة الواحدة 600 ريال، وهو سعر باهظ جداً، يصعب عليّ تأمينه». أما الشاب فهد الغالي الذي لم يتجاوز عمره 30 عاماًَ، فيبدو عليه الإرهاق أثناء خروجه من مركز غسيل الكلى، «أصبت بالمرض منذ كنت في ال12 من عمري، لكني لم أستسلم، وحين أشار عليّ الأطباء بضرورة زراعة كلية أخرى، بحثت وأسرتي عن متبرع من دون جدوى، فسجلت اسمي في مركز زراعة الأعضاء لأجد متبرعاً، وطال انتظاري، وحين اشتد عليّ المرض ذهبت مع والدي إلى دولة عربية وأجريت بعض الفحوصات حتى وهبني الله متبرعاً وأجريت الزراعة هناك، وكتب لها النجاح، ومنذ تلك الفترة وأنا أراجع مركز الكلى في مستشفى الملك فهد في جدة، وأنتظم في الجلسات اللازمة، وأحصل على الدواء مجاناً وكل أسبوع أجري تحاليل مخبرية للتأكد من عمل الكلية، وبناء على النتائج يحدد الطبيب ما إذا كنت أحتاج لجلسات تثبيت وغسيل، وتتفاوت الجلسات التي أجريها من جلستين إلى ثلاث كل أسبوع». ويروي ساعد النعمري (45 عاماً) قصته مع المرض التي بدأت منذ عامين: «بدأت معاناتي مع مرض الفشل الكلوي بارتفاع الضغط، اضطررت للذهاب إلى الطبيب الذي أعطاني حبوباً مسكنة، وأجريت تحاليل وأشعة نووية، اتضح بعدها أن هناك ضموراً في إحدى الكليتين وأخرى فيها فشل، والآن أخضع للغسيل مرتين في الأسبوع حتى يحين دوري في قائمة الانتظار». وعلى رغم هذه المعوقات التي تواجه عدداً من مرضى الفشل الكلوي، إلا أن اختصاصي الكلى الدكتور محمد معصرجي يرى أن العائق الأكبر يكمن في عدم وجود متبرع جاهز للمريض، ما يستدعي ضرورة التوسّع في برامج التوعية حول مفهوم زراعة الأعضاء، «وفي حال وجد المتبرع لأمكن التقدم خطوة كبيرة لمساعدة المرضى والتخفيف من معاناتهم».