بلغت حال التأهب جراء المخاوف من حدوث انهيارات ثلجية أعلى درجاتها في جبال الألب الفرنسية اليوم (الخميس)، بعد أن اجتاحت العاصفة «إليانور» أوروبا وتسببت في مقتل أربعة أشخاص. ولليوم الثاني على التوالي، أغلقت منتجعات عدة أبوابها خوفاً من انهيارات ثلجية محتملة. وأكد المسؤول عن التزلج في منطقة سافوا في جبال الألب الفرنسية ديفيد بونسون أن «الهدف هو إبقاء الجميع آمنين». وفي جزيرة كورسيكا الفرنسية في البحر المتوسط، حاول حوالى 400 عنصر إخماد النيران التي اندلعت جراء الرياح العاتية التي تسببت بها العاصفة «اليانور»، فيما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح خلال الليل. وذكرت السلطات المحلية أن الحرائق أسفرت عن نفوق 300 رأس ماعز على الساحل الشرقي للجزيرة فيما احترقت عشرة منازل، خمسة منها تدمرت بالكامل. وأكدت السلطات أن اندلاع حرائق بهذه الكثافة «أمر استثنائي في الشتاء». وانتشرت قوات من قاعدة جوية محلية للمساعدة في اخماد الحرائق، إذ نجحت مروحيتان في المساعدة على إخماد النيران بعدما تراجعت شدة الرياح. و«إليانور» هي رابع عاصفة كبيرة تشهدها أوروبا منذ كانون الأول (ديسمبر)، إذ اجتاحت القارة الأربعاء بعدما ضربت بريطانيا وارلندا، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم متزلج يبلغ من العمر 21 عاماً سقطت عليه شجرة في فرنسا، فيما جرفت موجة ضخمة رجلاً وزوجته في الستينات على ساحل منطقة الباسك الإسبانية. وأفاد عناصر الإطفاء الخميس بأن امرأة في التسعينات من العمر توفيت في كريتسان بيلدون في جبال الألب الفرنسية بعدما تسببت الأمطار الغزيرة بسيول دخلت منزلها. وفقد أحد المتطوعين من فرق الانقاذ بينما كان يحاول انتشال سيارة من نهر في قرية لو موتاريه في الألب. وفي لينك بوسط سويسرا، أصيب ثمانية أشخاص بجروح عندما قلبت رياح شديدة احدى المقطورات. من جهته، قدر اتحاد التأمين الهولندي الخسائر الناتجة عن «إليانور» في البلاد إثر الدمار الذي لحق بالسيارات والأبنية بحوالى 10 ملايين يورو (12 مليون دولار)، وفقاً للتلفزيون الرسمي. وبقي مستوى التأهب على ساحل إسبانيا الشمالي عند الدرجة البرتقالية، وهي ثاني أعلى درجة في سلم من أربع درجات، بسبب خطر الرياح الشديدة والأمواج العاتية. وبدا أن الجزء الأسوأ من العاصفة مر في حلول الخميس على رغم أن غالبية مناطق شرق فرنسا، كانت لا تزال في حال تحذير من الدرجة البرتقالية بسبب الرياح القوية والسيول والانهيارات الثلجية. وحذرت خبيرة الأرصاد الجوية سيسيل كولو من أن «غزارة الأمطار وذوبان الثلوج، يزيدان من مخاطر حدوث فيضانات وسيول عبر زيادة منسوب المياه الجارية وحدوث انزلاقات ترابية». وبقي حوالى 29 ألف منزل في فرنسا من دون طاقة، ثلثهم في كورسيكا. وخفضت ألمانيا درجة التأهب من الرياح الشديدة مساء الأربعاء إلا أن الأمواج المرتفعة أثارت المخاوف في عدة مقاطعات بينها في موزيل فالي حيث تسبب الهطول الغزير للأمطار بوقف حركة الملاحة. وذكرت صحيفة «بيلد» أن منسوب المياه في نهر الراين قد يرتفع ليصل إلى سبعة أمتار الخميس وسيواصل ارتفاعه. وأضافت أن حركة الملاحة في النهر ستتوقف في حال بلغ منسوب المياه 8.3 أمتار. وأدت العاصفة إلى اضطراب حركة النقل الجوي أمس، إذ أغلق مطارا ستراسبورغ وبازل-مولوز كما تأخر إقلاع الطائرات من باريس وفرانكفورت وأمستردام. وتسببت كذلك في تعطل حركة النقل عبر الطرقات وسكك الحديد، حيث تناثرت جذوع الأشجار وأسلاك الكهرباء وغيرها من الحطام على السكك والطرقات السريعة. وأغلق برج إيفل الذي يستقبل عادة ستة ملايين زائر كل عام موقتاً أمس الأربعاء، فيما بقي طابقه العلوي خارج الخدمة غالبية اليوم بسبب سرعة الرياح التي بلغت أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة.