أعلنت مصادر أمنية في شمال شرقي نيجيريا اختفاء 31 حطاباً في مدينة غامبورو التي شهدت الأربعاء هجوماً انتحارياً استهدف مسجدها، وأسفر عن مقتل 14 مصلياً، واتهمت جماعة «بوكو حرام» بخطف هؤلاء الحطابين. وأوضحت المصادر أن الحطابين وغالبيتهم في العشرينات من العمر غادروا الثلثاء مدينتهم في ولاية بورنو المحاذية للحدود مع الكاميرون، متجهين إلى غابة ينتشر فيها مقاتلو الجماعة المتشددة، ولم يعودوا إلى منازلهم. وقال عمر كاشالا، القيادي في ميليشيات للدفاع الذاتي تساند الجيش في قتاله المتشددين: «يعرف الجميع ان قرية وولغو التي اتجه اليها الحطابون هي معقل لبوكو حرام ولكن لم يملكوا خياراً آخر، باعتبار أن قطع الأخشاب يعتبر من مصادر الدخل النادرة في هذه المنطقة النائية الغارقة في النزاع منذ تسع سنوات. وكشف شيخ مادا، وهو قيادي آخر في الميليشيات المحلية، أن مقاتلي «بوكو حرام» قتلوا عشرة حطابين في الغابة ذاتها نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مبدياً اعتقاده بأن «بوكو حرام خطفت الحطابين هذه المرة لتجنيدهم مقاتلين في صفوفها، باعتبارهم شباناً، خصوصاً أننا لم نعثر على جثث تتركها بوكو حرام غالباً خلفها». والسبت الماضي، قتلت «بوكو حرام» 25 حطاباً في قرية تبعد 20 كيلومتراً من مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، بعدما اتهمتهم بالتجسس عليها لحساب الجيش والميليشيات المساندة له. على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية استمرار فقدان 30 جندياً على الأقل مفقودين إثر هجوم استهدف قاعدتهم في قرية كانام بولاية يوبي (شمال شرق) المحاذية للحدود مع النيجر اثناء عطلة عيد الميلاد، والذي أسفر عن 5 قتلى. وقال ضابط طلب عدم كشف هويته: «لا نعلم إذا كان الجنود المفقودون فروا أثناء الهجوم، أو أنهم أسروا»، علماً أن متشددي الجماعة الذين باتوا منقسمين إلى مجموعتين، يكثفون أعمال العنف والاعتداءات شبه اليومية منذ عطلة عيد الميلاد. وتنشط مجموعة ابو مصعب البرناوي القريبة من تنظيم «داعش» على الحدود مع تشادوالنيجر، وتستهدف الجيش النيجيري خصوصاً. أما مجموعة الزعيم التاريخي للجماعة ابو بكر تشيكو فتتحصن في غابات سامبيسا على الحدود مع الكاميرون، وتنفذ اعتداءات انتحارية ضد مدنيين مسلمين لا ينضمون إليها متهمة إياهم بالتآمر مع السلطات. والثلثاء، ظهر تشيكو في شريط فيديو معلناً مسؤولية جماعته عن سلسلة اعتداءات في شمال شرقي نيجيريا، بينها في غامبورو. وخلّف الصراع المسلح مع الإسلاميين المتطرفين في نيجيريا منذ 2009 أكثر من 20 ألف قتيل و2.6 مليوني نازح وسط أزمة إنسانية وغذائية في المنطقة. وهو امتد إلى الدول الثلاث المتاخمة لنيجيريا، وهي النيجروتشاد وكاميرون. والثلثاء، ظهر زعيم جماعة بوكو حرام ابو بكر الشكوي في شريط فيديو معلنا مسؤولية تنظيمه الإسلامي المتطرف عن سلسلة اعتداءات في شمال شرقي نيجيريا منها في غامبورو. ولاحقاً، أعلن الجيش النيجيري إنه أنقذ في بلدة بولكا فتاة تدعى سالومي باجو، هي واحدة من 276 تلميذات مدرسة نفذت «بوكو حرام» عملية خطفهم من بلدة تشيبوك عام 2014، والتي أثارت حينها إدانات دولية وانتقادات شديدة للسلطات النيجيرية. ونجحت حوالى 60 فتاة في الفرار بعد فترة وجيزة من خطفهن، ثم أطلقت 24 فتاة أو عثر عليهن في 2016. ويعتقد بأن مئة فتاة ما زلن في الأسر، بعدما أعادت «بوكو حرام» في أيار (مايو) الماضي 82 فتاة في إطار عملية عن طريق وسطاء شملت دفع مبالغ مالية للمتشددين وإطلاق أعضاء بارزين مسجونين.