وسط حملة اعتقالات شملت المئات، انتهجت أسلوب الملاحقة من بيت الى بيت تركزت على 4 مناطق في سورية هي: وسط حمص وبانياس وضواحي دمشق وقرى درعا، قال شهود وناشطون حقوقيون إن اطلاق كثيف للنار سمع في منطقة المعضمية أحد الضواحي الغربية للعاصمة دمشق بعد ان حاصرتها قوى الأمن، موضحين ان سحابة من الدخان الاسود كان بالامكان رؤويتها فوق المعضمية التي قطعت خطوط الاتصالات فيها. كما قطعت الكهرباء والطرق بينها وبين دمشق. ويقول ناشطون إن السلطات اعتمدت منهج «العزل» بين المدن والضواحي عبر قطع الطرق والاتصالات، وذلك كي تعوق عمليات التواصل والتضامن بين المحتجين، وكي تسهل على قوى الامن اعتقال الناشطين والمحتجين الذين حوصروا في مدنهم وضواحيهم. وقال رضوان زيادة الناشط الحقوقي السوري لمحطة «بي بي سي» البريطانية إن «الوضع يبعث على القلق الشديد». في موازة ذلك افاد مصدر عسكري سوري ان وحدات الجيش والقوى الأمنية تابعت ملاحقة عناصر «المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين وعاثت قتلاً وفساداً وتخريباً في الممتلكات العامة والخاصة في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس». وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان عشرة قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون على طريق حمص- دمشق على أيدي «مجموعات ارهابية مسلحة» أثناء عودتهم من لبنان بسيارة نقل عامة، وذكرت وزارة الداخلية السورية أن «عدد الذين سلموا انفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب وصل الى 915 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن». وعن تحركات الجيش السوري، قال شهود ومواقع الكترونية تتبع المحتجين إن قوات الجيش السوري تحركت فجر أمس نحو منطقة المعضمية وقطعت الطرق الموصلة اليها. وقال شهود إن دبابات الجيش والجنود انتشروا في الشوارع الرئيسية للمعضمية، وبينها «شارع الروضة» و»المسجد العمري»، فيما انتشر قناصة فوق المبان العالية. وقال مصدر مطلع ل «بي بي سي» إن قوات الجيش قامت بحملة اعتقالات شملت العشرات ممن شاركوا في التظاهرات خلال الاسبوعين الماضيين، مشيراً الى ان قوات الجيش تقوم بالتحقق من هويات كل من يريد الخروج من المعضمية وكل من يريد الدخول اليها. وقال شاهد لوكالة «فرانس برس» أمس: «سمعت عيارات نارية في حين تم قطع الاتصالات عن المعضمية»، موضحاً ان «الطريق المؤدية من هذه البلدة الى العاصمة مقطوعة». كما أشار الشهود الى سماع صوت أعيرة نارية في ضاحية «داريا» قرب العاصمة. كما واصلت قوى الامن حملتها في دمشق التي قطعت الطرق بينها وبين العديد من المدن السورية وذلك في خطوات تشير الى تصميم السلطات على اسكات الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام. في موازة ذلك قال ناشطون إن المزيد من قوى الامن دخلت الى وسط مدينة حمص شمال دمشق، حيث انتشرت القوات مدعومة بالدبابات في الشوارع الرئيسية بحمص وواصلت حملة اعتقالات للناشطين من منزل الى منزل. وقال أحد سكان المدينة ل» بي بي سي» إن قوات الامن قسمت حمص أمس الى اجزاء لمنع السكان من التجمع في تظاهرات كبيرة. وتابع الشاهد:»هناك صوت اطلاق نيران بالمدفعية والاسلحة الآلية يأتي من أطراف المدينة. الليلة الماضية تواصل اطلاق النار لعدة ساعات. ليس هناك كهرباء او خطوط تلفونات محمولة». وكان شهود قد قالوا انهم سمعوا «دوي ثلاثة انفجارات منتصف ليل الاحد- الاثنين في حي بابا عمرو». وقال ناشط لوكالة «فرانس برس» إن «عناصر الجيش الذين تموضعوا منذ الجمعة مع دبابات في وسط حمص ودخلوا في عدة احياء تضم معارضين للنظام مثل بابا عمرو وباب السباع وذلك بعد ان تم قطع الكهرباء والهاتف والاتصالات عنها». واوضح أحد الشهود ان عدداً من القتلى سقطوا في حمص الا انه لم يكن ايضا قادراً على تقديم أي رقم، موضحاً «لقد تمركز قناصة على اسطح المنازل في حي كرم الشامي» في حمص وذلك لإخافة المتظاهرين من الخروج. وفي بانياس، اعتقلت قوات الامن قادة حركة الاحتجاج في تلك المدينة شمال غرب سورية. وأفاد رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «عمليات تفتيش المنازل تواصلت ليلا وصباح اليوم في مدينة بانياس الساحلية ... التي لا تزال الدبابات فيها بينما استمر قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية فيها». واضاف عبدالرحمن ان حملة الاعتقالات التي استمرت ليلاً «تستند على قوائم» تضم «اكثر من 300 شخص» في المدينة حيث «اوقفت قوات الامن القبض قادة الاحتجاج فيها». وكشف ان من بين المعتقلين «الشيخ انس عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني» الذي اعتقل مع والده واشقائه. واضاف ان اصحاب متجر لبرمجة الانترنت في بانياس اوقفوا ايضاً. وأوضح رئيس المرصد السوري ان قوات الامن افرجت لاحقا عن المعتقلين الذين يزيد عمرهم عن 40 عاما، بدون ان يتمكن من تحديد عدد المفرج عنهم. كما اوضح ان «مئات النساء تحدين الامن وقوات الجيش وخرجن الى الشوارع واقتحمن مراكز الجيش للمطالبة بالافراج عن المعتقلين» في بانياس. وذكر المرصد السوري ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 250 شخصاً بين يومي السبت والاحد في بانياس، بينهم عشر نساء وصبي في العاشرة من عمره، واوضح المرصد ان قوات الامن تطوق مستشفى الجمعية واعتقلت فيه العديد من الاطباء. اما في درعا فقد سمحت السلطات للمواطنيين بالخروج لعدة ساعات للأسواق لشراء احتياجاتهم قبل ان يطبق حظر تجول في المدينة معقل الحركة الاحتجاجية. وفي مدينة دير الزور، شرق سورية، قال شهود لوكالة «رويترز» إن قوات الامن قتلت متظاهرين اثنين امس. الى ذلك أفاد مصدر عسكري مساء اول امس ان وحدات الجيش والقوى الأمنية تابعت ملاحقة عناصر «المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين وعاثت قتلاً وفساداً وتخريباً في الممتلكات العامة والخاصة في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس». وافادت «وكالة الانباء السورية» (سانا) ان عشرة قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون على طريق حمص- دمشق على ايدي «مجموعات ارهابية مسلحة» اثناء عودتهم من لبنان بسيارة نقل عامة، مشيرة الى ان العمال هم من أبناء محافظتي حماة في وسط البلاد وإدلب في شمالها، وانه «تم إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بجروح بالغة وشديدة تركزت في مناطق الرأس والصدر والبطن». في غضون ذلك، ذكرت وزارة الداخلية أن «عدد الذين سلموا انفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب وصل الى 915 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن. علماً ان الوزارة كانت حددت الخامس عشر من الشهر الجاري ل»إعفاء من يسلم نفسه من المتورطين» بأعمال شغب من العقاب والتبعات القانونية». ونقلت «سانا» عن تلفزيون «الدنيا» السورية الخاصة اعترافات أعضاء «خلية إرهابية» أقروا فيها بتهريبهم السلاح إلى سورية عبر باصات «اليحيى» لاستخدامه في قتل عناصر الجيش وقوى الأمن والمواطنين. بدوره، اعتبر عضو القيادة القطرية لحزب «البعث» الحاكم الدكتور هيثم سطايحي «أن الظروف الحالية التي تمر بها سورية تتطلب زيادة الوعي بين المواطنين واعتماد الحوار البناء مع الشرائح كافة من أجل تقديم صيغ عمل جديدة والاستماع لاراء وطروحات الكوادر والفعاليات للتعامل مع طبيعة الظروف الحالية». وقال سطايحي خلال محاضرة له في ادلب:»ان الجميع مدعوون من اجل الوقوف في وجه هذه الهجمة التي يحيكها أعداء الوطن وزيادة التعاون والتكاتف بين أبناء الشعب والتسلح بالوعي والمساهمة في إيضاح الصورة للآخرين وكشف حجم المخاطر التي تستهدف النيل من صمود سورية». وتجمع المئات من السوريين امام السفارة الأميركية في دمشق، بعد حصولهم على ترخيص رسمي للتظاهر، للتعبير «عن رفضهم للتدخل الاميركي في شؤون سورية الداخلية». وحمل المتظاهرون لافتات تؤكد «ان التدخلات للولايات المتحدة ضد سورية لن تزيد الشعب السوري إلا وحدة وتضامناً متسائلين أين حقوق الإنسان في العراق ولبنان». وكانت صحيفة «الوطن» الخاصة والمقربة من السلطة نقلت امس عمن اسمتهم مصادر في محافظة طرطوس (40 كلم جنوب بانياس) ان «الهدوء عاد مساء امس الى مدينة بانياس بعد معارك شرسة خاضتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة مع مسلحين انتشروا في مختلف مناطق المدينة». واضافت الصحيفة ان هذه المصادر «نقلت عن جرحى الجيش الذين اسعفوا الى المشفى العسكري في طرطوس قولهم ان الجيش فرض سيطرته مساء أمس على مختلف مناطق بانياس والقرى المجاورة وقام بشبه عملية جراحية حفاظاً على ارواح المدنيين الذين كان المسلحين يستخدمونهم دروعاً بشرية». من جهة ثانية ذكرت «الوطن» ان الرئيس السوري اكد خلال لقائه وفداً من ابناء محافظة اللاذقية يضم جميع شرائح المحافظة ان «الازمة ستمر وتنتهي، ومسألة الاصلاح الاداري والسياسي والاعلام على الطريق». واضافت ان الأسد شدد خلال اللقاء «على تعزيز الوحدة الوطنية»، مؤكداً ان «الوطن ام للجميع وان يكون الجميع يداً واحدة في مواجهة المؤامرة» التي تتعرض لها سورية. من جهتها اكدت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم «حقيقة الترابط الوثيق بين الاصلاح المنشود ... وبين الامن والاستقرار»، لافتة إلى ان «المجموعات الارهابية المسلحة عمدت الى استخدام السلاح الذي حصد ارواح المدنيين والعسكريين بهدف خلق الفوضى والفتنة كي تقطع الطريق امام تنفيذ المشروع الاصلاحي». واشارت الى ان «ترجمة المراسيم والقرارات غير ممكنة في حالة الاضطراب وعدم الاستقرار، الامر الذي يحتم تدخل الدولة بكل الوسائل لفرض الامن ومنع دائرة النار والفتنة من الاتساع». واعتبرت ان «تسارع وتائر العملية الاصلاحية بحاجة الى تضافر الجهود الوطنية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، بخاصة ان هذا الاصلاح ينطلق من اعتبار الوطن للجميع وصونه وحمايته مسؤولية الجميع». وهذا ما شددت عليه ايضا صحيفة «الثورة» الحكومية ايضا. وقالت: «من الواضح ان سورية تتجه الى مرحلة جديدة قوامها اعادة تفعيل المجتمع وزج كل طاقات ابنائه في بناء الوطن، وترميم ما تصدع باتجاه بناء دولة عصرية بكل المعايير السياسية والاقتصادية والقانونية ... بعيداً من لغة العنف وعن الرهانات الخارجية التي لا يخفى على أحد اهدافها ومراميها».