واصل الجيش السوري أمس عمليات المداهمة في كثير من المدن السورية وخاصة مدينة بانياس الساحلية (280 شمال غرب دمشق)، وفي حمص (160كم شمال دمشق)، وأغلق فجر أمس جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقة (المعضمية، داريا، الكسوة) بريف دمشق، حيث قطعت وسائل الاتصالات السلكية و اللاسلكية عن المعضمية، وعن العالم الخارجي من (الجديدة، وكل مناطق وقرى القنيطرة و جبل الشيخ). وعزل الجيش السوري المعضمية في إطار عملية تمشيط وبحث عن مسلحين، وقال أحد سكان المنطقة إنه سمع صباحا إطلاق نار كثيف بالقرب من أحد المراكز العسكرية، وقام الجيش بعدها بإغلاق جميع مداخل المدينة. كما أفرجت السلطات السورية أمس عن 168 متورطا بأعمال شغب سلموا أنفسهم و تعهدوا بعدم تكرار الإساءة للوطن. وتابع الرئيس السوري بشار الأسد سلسلة لقاءاته مع الفعاليات الشعبية حيث التقى عددا من رجال الدين في ريف دمشق. وأكدت مصادر مسؤولة أن تنسيقا كان يتم بين المسلحين في بانياس وجبلة لتشتيت انتباه الجيش في محاولة لفرار المسلحين من المنطقة باتجاه الحدود اللبنانية الشمالية. وصرح مصدر عسكري مسؤول بأن بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية ما تزال تتابع ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة بانياس ومحيطها وبعض القرى من ريف درعا. وأضاف المصدر أنه تم إلقاء القبض على العشرات من المطلوبين إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة والذخيرة المتنوعة وأسفرت المواجهة المباشرة عن إصابة عشرة عناصر من الجيش بينهم ضابطان بجراح مختلفة وسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف العناصر الإرهابية المسلحة. وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس بأن "عمليات تفتيش المنازل تواصلت ليل وصباح أمس في مدينة بانياس الساحلية التي لا تزال الدبابات فيها بينما استمر قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية فيها". وأضاف عبدالرحمن أن حملة الاعتقالات التي استمرت ليلا "تستند على قوائم" تضم "أكثر من 400 شخص" في المدينة حيث "أوقفت قوات الأمن مساء الأحد قادة الاحتجاج فيها". وكشف المصدر أن من بين المعتقلين "الشيخ أنس عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني" الذي اعتقل مع والده وأشقائه. وأضاف أن أصحاب متجر لبرمجة الإنترنت في بانياس أوقفوا أيضا. وأكد الناشط أن "بانياس معزولة عن العالم الخارجي". إلا أن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد بعد ذلك أن قوات الأمن السورية أفرجت عن المعتقلين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما، دون أن يتمكن من تحديد عدد المفرج عنهم. وأوضح أن "مئات النساء تحدّين الأمن وقوات الجيش وخرجن إلى الشوارع واقتحمن مراكز الجيش للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين" في بانياس. وفي حمص التي دخل الجيش عددا من أحيائها أول من أمس، ذكر ناشط أن "دوي ثلاثة انفجارات سمع منتصف ليل الأحد الاثنين في حي بابا عمرو". وقال ناشط إن "عناصر الجيش الذين تموضعوا منذ الجمعة مع دبابات في وسط حمص ودخلوا ليل السبت الأحد في عدة أحياء تضم معارضين لنظام بشار الأسد مثل بابا عمرو وباب السباع وذلك بعد أن تم قطع الكهرباء والهاتف والاتصالات عنها". وقال شاهد إن القوات السورية قتلت اثنين على الأقل من المتظاهرين العزل أول من أمس حين فتحت النار على مظاهرة ليلية في مدينة دير الزور الشرقية. وأضاف الشاهد لرويترز من حي المطار القديم في المدينة القبلية "توجد جثتان على الأرض ولا يمكن لأحد الوصول إليهما. وما زال يوجد إطلاق للنار ويفر الناس من المكان."