كشف المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، عن وجود تواصل بين قيادة التحالف مع كثير من القيادات في الحرس الجمهوري السابق لأغراض أمنية عسكرية، مقدماً لهم عرض المرور الآمن إلى خارج اليمن، فيما أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر وجود قيادات على صلة قرابة بقادة ميليشيا الحوثي يعملون في منظمات إنسانية دولية في صنعاء ويقدمون معلومات مغلوطة للأمم المتحدة، الذي تبني عليه توجهاتها. وقال السفير السعودي لدى اليمن في مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس، بالاشتراك مع عدد من سفراء والملحقين العسكريين لدول قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن: «ناقشنا المسارات الثلاثة العسكري والسياسي والإنساني، والدعم الإيراني للميليشيات الحوثية، واستمرار اعتدائها على الإنسان اليمني وعلى أراضي السعودية، وتزويدهم بالصواريخ الباليستية التي لوحظ تطورها في الأشهر الأخيرة من 600 كيلومتر إلى ألف كيلومتر». وأضاف أن السفراء بحثوا الوضع الإنساني الذي تمر به اليمن، وما تقوم به الميليشيا الحوثية من إعاقة لوصول المساعدات، ونهبها وتجويع وإفقار الشعب اليمني بعد الاستيلاء على كل مقدرات الحكومة والشعب اليمني. ولفت إلى أنه تمت مناقشة تقارير الأممالمتحدة المغالطة للواقع، «سفراء التحالف والملاحق العسكريون ناقشوا هذا الأمر، وسفراء التحالف والمندوبون الدائمون في نيويورك وجنيف سيعملون مع الأممالمتحدة جنباً إلى جنب في إيضاح الحقائق التي نتمنى من الأممالمتحدة إعادة النظر في إجراءات حصولها على المعلومات». من جانبه، قال السفير اليمني الدكتور شايع الزنداني: «نعتقد أن المهمة الأساسية للتحالف هي دعم عودة الحكومة الشرعية لليمن وبسط السيادة على الأراضي اليمنية كافة، والحكومة تقدر هذه الجهود التي يقوم بها التحالف والذي أثبت تماسكه منذ البدء وحتى الآن. المسؤولية ليست مسؤولية دول بمفردها ولكنها مسؤولية جماعية لكل هذه الدول في التحالف». وأوضح أن جميع المؤشرات على الأرض تؤكد قرب الانتصار واستعادة الدولة سلطتها، «ولا شك في أن اليمن تمثل خاصرة الجزيرة العربية واستقرارها، وأمنها يمثل استقرار المنطقة، وأثبتت التجربة أن هناك مشروعاً توسعياً يستهدف كل دول المنطقة». وراهن الزنداني على القوة الحيوية للشعب اليمني، «وبالتأكيد إذا كان هناك دور لإيران في دعم الميليشيات الحوثية فإن أي اختلال في الأوضاع الداخلية الإيرانية سينعكس بصورة سلبية على أوضاع هذه الميليشيات، لأن إيران هي الدولة الداعمة الرئيسة لها، ومع هذا وبغض النظر عما يجري في إيران نحن نعلق الآمال على شعبنا في الداخل وهناك بالعكس تحركات بدأت في مناطق مختلفة، التي يسيطر عليها الميليشيات، ونتوقع أن تعطي نتائج قريبة». وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي أن «التحالف يمضي قدماً في تحقيق الأهداف الاستراتيجية والعملياتية، ولا ننظر إلى نصر نحققه للتحالف، ننظر إلى نصر نقدمه للشعب اليمني، وهذا سيتحقق قريباً، هناك انتصارات على جميع المحاور والجبهات سواء الأساسية أم المساندة. في نهم هناك تقدم نحو صنعاء. الأسبوع الماضي تم تحرير شبوة بالكامل، مع تقدم في البيضاء والجوف». وأضاف: «يمضي التحالف لتحقيق الأهداف العسكرية، ولا نغفل الجوانب الإنسانية في ما يخص إدخال المساعدات وتقديم كل التسهيلات لتخليص الشعب اليمني، ورفع المأساة عنهم نتيجة للانقلاب الحوثي، ومن يقف خلفهم بدعمهم بالصواريخ الباليستية بغرض إطالة المعركة وتحقيق أجندة سياسية في المنطقة». ولفت إلى وجود تواصل بين قيادة التحالف مع الكثير من القيادات في الحرس الجمهوري سابقاً «هناك ضباط، وضباط صف يتواصلون مع التحالف لأغراض أمنية عسكرية لا يمكننا الإفصاح عن تفاصيلها، والتحالف قدم منشورات للعبور الآمن، ويتم نقل من يرغبون بالانضمام للحكومة الشرعية والتواصل مع التحالف إلى مناطق آمنة خارج اليمن، وهناك قيادات مؤتمرية داخل وخارج اليمن تتواصل وانضمت مع الحكومة الشرعية، ونجدد الدعوة لكل أعضاء المؤتمر الشعبي العام أو من يرغب من الحرس الجمهوري وسنؤمن انتقالهم داخل أو خارج اليمن». وكان سفراء دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن والملاحق العسكريون بحثوا في اجتماع أمس، المستجدات على الساحة اليمنية، كما استعرضوا الجهود القائمة لتحالف دعم الشرعية في اليمن على مساراتها الثلاثة السياسية والعسكرية والإنسانية، بما في ذلك جهود التنسيق والتشاور القائم مع الأطراف الدولية الفاعلة. وأعرب المجتمعون عن إدانتهم الشديدة لاستمرار ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في جرائم القتل وترويع الآمنين وتصفية السياسيين اليمنيين وبشكل عشوائي في صنعاء. كما عبروا عن إدانتهم باستمرار للميليشيات الحوثية في حصار المدن وتجنيد الأطفال وخرق القانون الدولي الإنساني، وتهديد المملكة العربية السعودية عبر إطلاق الصواريخ الباليستية على مدنها، وتهديد أمن وسلامة الممرات البحرية. وجدد سفراء دول التحالف إدانتهم لإيران واستمرار تدخلها في اليمن لتسعير الأزمة عبر ميليشيات الانقلابيين ومدها بالأسلحة والذخائر والصواريخ الباليستية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن رقم 2216 و2231، مشددين على إدانتهم استمرار ميليشيات الحوثي في رفض الحل السياسي وجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وأكدوا دعمهم لجهود ولد الشيخ أحمد الرامية إلى بلوغ الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، لافتين إلى استمرار التعاون والتنسيق بين دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن والمبعوث الأممي بما في ذلك مقترحه الخاص بميناء الحديدة وفي إطار الحل السلمي المنشود. وعلى صعيد الجهود الإنسانية، عبر المجتمعون عن استنكارهم وشجبهم لاستمرار ميليشيات الحوثي في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق في اليمن والاستيلاء عليها، مما أدى إلى تردي الحالة الإنسانية في تلك المناطق. وجدد المجتمعون تأكيدهم على استمرار جهود قوات التحالف لتوفير ممرات آمنة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والشحنات التجارية لمناطق اليمن كافة دون استثناء، منوهين بالجهود الإنسانية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون والتنسيق القائم مع منظمات الإغاثة الدولية.