شخصت أكاديمية في جامعة الملك عبدالعزيز أهم المعوقات والمشكلات التي تواجه المرأة السعودية لنشر ثقافة الاعتدال، وأبرزت الدكتورة خديجة بنت عبدالله سرور الصبان في محاضرة نظمها كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في جامعة الملك عبدالعزيز أمس (الأحد) أهم الشروط الواجبة توافرها لقيام المرأة بدورها بشكل كامل وتام. وأكدت أن هناك عدداً من المشكلات تواجه المرأة في عملية نشر ثقافة الاعتدال في محيطها الاجتماعي منها عدم وعيها بحقوقها وواجباتها، إضافةً إلى التهميش المجتمعي لدور المرأة في هذا الصدد. واقترحت الدكتورة الصبان حلولاً لنشر ثقافة معتدلة بين أفراد المجتمع وفئاته المختلفة، ومن ذلك التوجه نحو التأهيل الجيد للمرأة كجزء مهم وفاعل في الأمة، مبينةً أنها إذا قويت، وتعلمت، ونالت حقوقها كاملةً، استطاعت أن تسهم بفاعلية في بناء المجتمع واستقراره، كما أكدت على تدعيم المرأة وجهودها في هذا السبيل والسعي إلى تفعيل دورها بتوفير كل الوسائل الممكنة في هذا الأمر. وعرجت الصبان في محاضرتها على توضيح معنى الاعتدال الذي اعتبرته جزءاً أصيلاً من الثقافة والسلوك الإنساني المجتمعي، موضحةً بعد ذلك أهمية المرأة في نشر ثقافة الاعتدال، نظراً إلى أهمية دورها في بناء المجتمعات، وتوجيهها بشكل سليم، وذكرت أن هناك شروطاً لقيام المرأة بدورها الكامل في نشر ثقافة الاعتدال في المجتمع، وهي الوعي، والتأهيل، والتدعيم. وأشارت إلى أن هناك أركاناً مهمة يجب توافرها في عملية نشر الاعتدال، تتمثل في إدراك المرأة لأدوارها في مختلف المجالات الأسرية والتعليمية والتثقيفية، وأن الداعمين يمثلون جزءاً جوهرياً في ذلك، وأضافت أن نوعية الآليات المستخدمة في نشر ثقافة الاعتدال مهمة جداً، ومن أهمها الاستخدام البناء لوسائل الإعلام المتاحة، والمؤثرة في الفكر المجتمعي. واستعرضت الصبان نماذج عدة من الحضارة الإسلامية والعربية، وكيف استطاعت أن تكون مؤثرة في مجتمعاتها بشكل إيجابي، وتركزت هذه النماذج حول صورة إدراك المرأة لحقوقها, وصورة المرأة في التربية المتوازنة، وصورتها في التعامل المتوازن المعتدل. ونوه المشرف العام على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي الدكتور سعيد المالكي بحجم التفاعل مع المحاضرة التي حضرها لفيف من منسوبي ومنسوبات جامعة الملك عبدالعزيز، وعددٌ من المفكرين، والمهتمين بتأصيل منهج الاعتدال السعودي ضمن سلسلة المحاضرات العلمية للكرسي التي تهدف إلى نشر ثقافة الاعتدال في المجتمع السعودي، وتوضيح الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي في مختلف الجوانب. وأفاد أنها المحاضرة الرابعة التي ينفذها الكرسي في عامه الثاني، إذ سبق له تنظيم محاضرتين في العام الماضي، كانت الأولى للأمير تركي الفيصل بعنوان «الاعتدال»، بينما جاءت المحاضرة الثانية لنائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر الحجار بعنوان «التعامل مع التحديات الاقتصادية في ضوء منهج الاعتدال السعودي»، فيما كانت أولى محاضرات العام الحالي لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل بعنوان «الأسس والمبادئ التي قام عليها منهج الاعتدال السعودي».