قال رؤساء البعثات الديبلوماسية للولايات المتحدة وبريطانيا والنروج في جوبا اليوم (الثلثاء)، إن بلدانهم دعت طرفي الصراع في جنوب السودان إلى التوقف عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الجانبان الشهر الماضي. ويهدف الاتفاق إلى إنهاء حرب دامت 4 سنوات بين حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردين وأسقطت عشرات الآلاف من القتلى. لكن منذ توقيع الاتفاق في العاصمة الإثيوبية وقعت خمسة انتهاكات على الأقل أُلقي باللوم فيها على جانبي الصراع. ويهدف وقف إطلاق النار أيضاً إلى السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال ولإنعاش اتفاق سلام وقع في العام 2015 وانهار في 2016 بعد اندلاع قتال عنيف في جوبا. وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أنها تحقق في مزاعم إحدى جماعات المتمردين عن أن قوات الأمن الكينية قامت بشكل غير قانوني بترحيل أحد أعضائها البارزين من مخيم كاكوما للاجئين في مطلع الأسبوع. واعتبر الناطق باسم الجماعة لام بول غابريل أن الترحيل من كينيا يمثل انتهاكاً لوقف إطلاق النار. وقالت الناطقة باسم المفوضية في نيروبي: «هذه مسألة خطرة للغاية، والمفوضية تواصلت مع السلطات الكينية للحصول على المزيد من المعلومات في ما يتعلق بالملابسات والإجراءات المتبعة لعودته المزعومة». وصرح ناطقان باسم الشرطة الكينية ووزارة الشؤون الخارجية اليوم إنهما ليسا على علم بالواقعة. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن كينيا في السنوات القليلة الماضية قامت بترحيل غير قانوني لشخصيات معارضة بارزة من دول مجاورة إلى دولهم على رغم الاعتراف بهم كلاجئين بموجب القانون الكيني. وأشار الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان أتيني ويك أتيني إلى أن حكومة جوبا لا صلة لها بأي مواطنين مفقودين في كينيا. وأدى قرار الرئيس سلفا كير إقالة نائبه ريك مشار في 2013 إلى اندلاع الحرب في أحدث دولة في العالم. واكتسبت الحرب طابعاً عرقياً بين القوات الموالية لكير وهي من قبيلة الدنكا وقوات مشار وهي من قبيلة النوير. ودفعت الحرب ثلث السكان إلى النزوح عن بيوتهم. وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج في بيان: «ندعو جميع الموقعين والقادة الميدانيين المسؤولين أمامهم إلى إنهاء جميع العمليات العسكرية على الفور». وأضافت الدول الثلاث أنه سيتم تحميل القادة الميدانيين وقادتهم السياسيين مسؤولية انتهاك وقف إطلاق النار وتعطيل المساعدات الإنسانية. ولم يرد تعليق فوري من الجيش أو المتمردين. وكان من المقرر أن يلي وقف إطلاق النار إجراء المزيد من المحادثات التي تركز على ترتيبات لتقاسم السلطة وتؤدي إلى تحديد موعد جديد لإجراء انتخابات.