أسفرت المواجهة بين قوات الأمن العراقية ومسلحين من «دولة العراق الإسلامية» سيطروا أكثر من 7 ساعات على مبنى مديرية مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية، عن مقتل 11 مسلحاً و7 من عناصر الشرطة، بينهم ضابط برتبة عميد، فيما شكل رئيس الوزراء نوري المالكي لجنة ملابسات الحادث. وكان 11 مسلحاً، بينهم «والي بغداد» حذيفة البطاوي، وجميعهم متهم بالمشاركة في الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد أواخر العام الماضي، سيطروا على مديرية مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الساعة العاشرة مساء أول أمس، بتوقيت بغداد، ولم تتمكن قوات وزارة الداخلية من إنهاء سيطرة المسلحين حتى صباح أمس. وأعلنت قيادة العمليات في بغداد «مقتل 7 من قوات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بينهم العميد مؤيد صالح (مدير مكافحة الإرهاب في الكرادة ، وضابط آخر برتبة مقدم ( لم يكشف اسمه)، إضافة إلى 11 متهماً بالهجوم على كنيسة سيدة النجاة، بينهم ما يسمى بوالي بغداد حذيفة البطاوي». ونفى الناطق باسم العمليات اللواء قاسم عطا أن يكون منفذو العملية من الخارج، مؤكداً أن «جميع الإرهابين من المعتقلين لدى قوات الأمن منذ شهور»، مبيناً أن «احد الإرهابيين استولى على سلاح احد رجال الشرطة الذي اقتاده إلى غرفة التحقيق وفيها الضباط المحققون». وأضاف أن «إرهابيين آخرين استوليا على سلاح آخرين ليكون مجموع الأسلحة، وقاما بإطلاق النار كرد فعل منهما، ما أدى إلى مقتل 6 من قوات الأمن»، مشيراً إلى أن « 11 إرهابياً قتلوا في الحادثة بينهم حذيفة البطاوي الذي تم اعتقاله في 27 تشرين الثاني(أكتوبر) العام الماضي «. وأقر عطا بأن «هناك خللاً واضحاً في عمليات اصطحاب واقتياد المتهمين الخطرين»، موضحاً أن «الموقف تحت السيطرة الآن، والحادثة انتهت في الساعة الرابعة صباح امس». وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «احد المتهمين بارتكاب جريمة كنيسة سيدة النجاة اصطحبه شرطي للتحقيق معه، إلا أن المتهم وأثناء دخوله إلى غرفة التحقيق تمكن من انتزاع بندقية الشرطي وقتله». وأوضحت أن «المتهم دخل إلى غرفة التحقيق وقتل العميد مدير مكافحة الإرهاب في الكرادة (مؤيد صالح) واثنين من الضباط، احدهما برتبة رائد والآخر برتبة ملازم اول، وقبل أن يحاول الفرار قتله حرس الوزارة وأصابوا متهماً آخر» . وكانت «دولة العراق الإسلامية» التابعة لتنظيم القاعدة، تبنت مسؤولية الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31 تشرين الأول( أكتوبر)الماضي، وبلغت الحصيلة النهائية لهذا الهجوم عشرات القتلى والجرحى. وأكد قائد «العمليات الخاصة» في جهاز مكافحة الإرهاب التابع لرئاسة الوزراء اللواء فاضل برواري ل «الحياة» مقتل جميع المسلحين الذين نفذوا عملية اقتحام الكنيسة، والمعتقلون هم من المخططين لهذه العملية . وبرواري هو الذي أشرف على عملية اقتحام الكنيسة وتحرير الرهائن. ويعد البطاوي، على ما أفاد جهاز مكافحة الإرهاب «العقل المدبر والمشرف المباشر والمخطط الرئيسي لحادثة كنيسة سيدة النجاة وهو الذي جند المسلحين ودربهم على تنفيذ حادث الاعتداء الذي استهدف الكنيسة. وفور وصول رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يشغل منصب وزير الداخلية بالوكالة إلى مقر الوزارة صباح امس، أمر بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الحادث وكشف ملابساته. ويشغل المالكي، حقائب وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني بالوكالة منذ تشكيل الحكومة غير المكتملة في 21 من كانون الأول (ديسمبر)الماضي. إلى ذلك، مازالت عمليات الاغتيال تحصد المزيد من العراقيين، لكن اللافت هذه المرة هو أستهداف موظفين في وزارة الاتصالات. وأعلنت وزارة الداخلية أن «عبوة لاصقة كانت موضوعة في باص يقل موظفين في وزارة الاتصالات، انفجرت في منطقة الدورة (جنوب بغداد) ما أدى إلى إصابة أربعة». وأشارت إلى أن «عبوة أخرى كانت موضوعة في سيارة تابعة لبلدية منطقة الدورة تم تفجيرها عن بعد، ما أدى إلى مقتل السائق وتدمير العجلة». وتشهد بغداد تصاعداً ملحوظاً في عمليات الاغتيال بالعبوات اللاصقة والأسلحة الكاتمة للصوت مع قرب موعد انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الجاري.