قرأ جمهور نادي الاتحاد ما بين السطور وفسروا كل التحركات التي تدار في الخفاء بأنها مجرد حواجز ضد منصور البلوي لكي لا يصل لكرسي الرئاسة في الدورة المقبلة، بعد أن أصبحت كل المؤشرات الصوتية تسير لمصلحة البلوي حتى وإن بدا في الأفق مرشحان آخران جاهزان بملفاتهما وقوائمهما وبرامجهما الانتخابية. هكذا فسر جمهور الاتحاد خريطة الطريق المسدودة، وهكذا تأكدوا أن ما يتم بفعل فاعل لا يهمه مصلحة النادي الكيان، ومن هذا الشعور تحول صوتهم الانتخابي نحو منصور البلوي ولن يقنعهم سواه، وهذه مؤشرات تؤكد أن لعبة الكواليس لوضع الحواجز والعراقيل أمام الشخص القادم من بين رنين أصوات الجمهور الذي لا يخطئ ولا يكذب ولا يتجمل، لن تكون ذا جدوى لأن الجمهور له كلمته. كان بإمكان الرئيس المكلف إبراهيم علوان ترك الجمل بما حمل حفاظاً على صحته وعلى النادي الكيان الذي أخلص له قبل وبعد فترة التكليف التي أنهكت جسده النحيل، وأدخلته في متاهات الصراعات الخفية والعلنية، وكان يستطيع علوان رفض التوصيات الهاتفية التي تطالبه بتمييع الموقف وتأجيل فتح باب الانتخابات ومحاولة الحصول على فترة تكليف ثانية أو حصول غيره على فترة تكليف، فهو يعرف ان ظروفه لا تساعده على الاستمرار، وان الشطحات والنطحات من طابور التفليسة تضر بالنادي وتؤخر عودته وتدفع به إلى هاوية الصراعات التي لن يسكت عنها الجمهور ولن يصمت أمام تيار يريد نحر الاتحاد التاريخ والعمادة من الوريد إلى الوريد على طريقة «أنا ومن بعدي الطوفان». لعبة الكواليس من كوابيس الظلام تقف ضد منصور البلوي بشكل مكشوف، وصوت أنصار النادي يريد عودة البلوي في هذه المرحلة الحرجة بالذات، وبين صراعات الكواليس وصراعات اللعب على المكشوف تتضح النوايا وتنكشف الأهداف، وبين هذه المسافات وهذه الحروف لا يستطيع وضع النقط عليها إلا البلوي نفسه فهو يستطيع دعم المرشح الذي يقنعه وبالتالي ينساق الجمهور خلفه، ويستطيع اختصار المسافات والذهاب للعضو الداعم وتقديم أوراق المصارحة والتقارب والتفاهم وبالتالي يعود البلوي من البوابة التي يتمناها أنصار النادي، والبلوي الوحيد القادر على تغيير سياسته الإعلامية وترك الوعود التي تأتي في المساء ويمحوها النهار، ولو تخلص من هذه العيوب لوقف معه كل الشرفيين إضافة للجمهور العريض الذي يرحب بعودته مهما كانت تصريحاته ومهما كانت وعوده. الباب والسور والحارس يقف أمامها البلوي لوحده، فإن ذهب لبوابة الداعم فالكل معه وإن اختار سور رموز النادي الشرفيين فالكل معه، وإن اختار حارس الفضيلة «اللوائح» فهي فضفاضة ومفصلة على غيره، أما الجمهور مربط الفرس فهي الرهان الحقيقي ويستطيع أن يراهن عليهم لأنهم يفكرون في فترة ماسية جديدة وهم معه قلباً وقالباً. [email protected]