مارست الولاياتالمتحدة الضغط على موسكو كي تدفع بالانفصاليين الموالين لروسيا إلى إخلاء الإدارات التي يحتلونها في شرق أوكرانيا، طبقا لاتفاق جنيف الذي يتجاهله الانفصاليون السبت. وفي مدينة دونيتسك الصناعية الكبيرة في الشرق ما زال الوضع الراهن سائداً والانفصاليون يسيطرون بهدوء على الإدارة الإقليمية وهي بناية كبيرة يحتلها منذ نحو أسبوعين قادة ما سمي ب «جمهورية دونيتسك» المعلنة من طراف واحد وتحيط بها أكياس الرمل والإطارات والأثاث المقلوب في شكل متاريس في ظل حراسة مقنعين. وقال أحدهم «إننا مستمرون كالعادة» مضيفا «جاء كاهن أرثوذكسي وسنحتفل بعيد الفصح هذا المساء». وحاولت السلطات الأوكرانية الموالية للغرب التي يطالب هؤلاء برحيلها، مد اليد إلى المتمردين واعدة بلامركزية كبيرة وحماية اللغة الروسية. غير أن فرص الإصغاء إلى الإعلان الرسمي الذي أدلى به في كلمة متلفزة الرئيس بالوكالة أولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، قليلة في المنطقة التي يعد 70% من سكانها أن هذين المسؤولين يفتقران إلى «الشرعية» وفق تحقيق نشرته أمس صحيفة دزاركالو تيجنيا. وأفاد الحلف الأطلسي بأن روسيا حشدت أربعين ألف رجل عند الحدود بين البلدين. ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين الذي وعد بضمان حماية الناطقين بالروسية «مهما كان الثمن» في جمهورية الاتحاد السوفياتي سابقا، لا يؤمن بما أعلنته كييف. وأكد الكرملين مساء الجمعة لأول مرة أن روسيا حشدت فعلا قواتها عند الحدود الأوكرانية. وقال الناطق باسم بوتين ديمتري بيسكوف إن «بعض (القوات) متمركزة هناك وأرسلت أخرى كتعزيزات بسبب الوضع في الأوكرانيا». من جانبها حذرت الولاياتالمتحدةروسيا الجمعة من أنها تنوي «مراقبتها عن كثب» لتتأكد من انها تحترم التزامات اتفاق جنيف المفاجئ الذي ابرم الخميس بين روسياوأوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وينص الاتفاق خصوصاً على نزع أسلحة المجموعات المسلحة وإخلاء المباني العامة المحتلة والعفو عن الذين يحترمون هذه التدابير باستثناء «الذين ارتكبوا جرائم اريقت فيها الدماء». وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس أوباما للأمن القومي «سنراقب روسيا عن كثب لنرى إذا كانت تتحمل فعلا المسؤولية التي تعود إليها باستخدام نفوذها الكبير من أجل التحكم او جعل الميليشيات غير الشرعية تنسحب من المباني التي تحتلها». من جانبه حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره سيرغي لافروف على «الاحترام الكامل والفوري لاتفاق 17 أبريل في جنيف». وقد أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذرا شديدا منذ الخميس، مؤكدا أن ليس لديه أي يقين أن الاتفاق «سيخفض التوتر»، وحذر من فرض عقوبات جديدة أمريكية وأوروبية على موسكو في حال آلت المفاوضات إلى مأزق. وفي تأكيد لتلك المخاوف سارع الانفصاليون المعتصمون في مقر الإدارة الإقليمية في دونيتسك، إلى رفض الاتفاق مثيرين مجددا مخاوف من تقسيم البلاد التي تعد 46 مليون نسمة وتقع على حدود عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.