أكد عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض رئيس لجنة القضايا الملحّة في المجلس الدكتور عمر باسودان أن الأجهزة التنفيذية المعنية بشؤون المجالس في وزارة الشؤون البلدية والقروية لا تعمل على ترجمة الرؤية المتفائلة إلى أرض الواقع، معتبراً أن الإدارة العامة للمجالس البلدية في الوزارة من معوّقات عمل المجالس البلدية في المملكة. وأضاف في حديثٍ إلى «الحياة»: «لا شك أن دعم المجالس بما تحتاجه من كوادر وبنية أساسية يساعد في تحقيق الكثير من الطموحات التي علقها المواطنون ومن خلفهم الدولة عليها». وذكر أنه لا ينوي الترشّح مرة أخرى لأسباب شخصية، إضافة إلى ضرورة إتاحة الفرصة للدماء الجديدة لتكمل الطريق نحو تحسين الواقع البلدي في المدينة. كيف تقوّم تجربة المجلس البلدي في الدورة الأولى؟ - تجربة الانتخابات من حيث المبدأ مهمة جداً، كونها تعزز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار البلدي، ورسم التوجهات العامة للجهات التنفيذية فيها. أؤكد ضرورة استمرارها وتطويرها، ولا بد من الحديث حول طبيعة المجالس البلدية قبل الخوض في تقويمها، إذ أتت المجالس بناء على وجود نظام قائم، لتساعد وتسهم معه في تحقيق خدمات بلدية مميّزة، بمعنى أنها ليست جهة تنفيذية توازي البلدية أو الأمانة، بل هي جهة رقابية وتشريعية تشرف على عمل البلدية وتقوم بالتخطيط البعيد لها، وللأسف أن الناس لا يزالون يخلطون بين الأمرين. قبل إعطاء حكم عام وإطلاق توصيف لها ينبغي معرفة بعض الحقائق، فمثلاً: الصلاحيات الممنوحة للمجالس من خلال النظام القائم حالياً جيدة، لكن عدم تفعيل مواد النظام ونصوصه لا يلبي طموحات أعضاء المجالس فضلاً عن المواطنين، وكذلك مسألة غياب الاستقلال الإداري والمالي للأمانة وهو أمر حيوي ومهم، وأيضاً استقلال المجلس عن الأمانة، ما يتيح حرية في الحركة وسهولة في التمويل وقدرة أكبر على الإنجاز والعمل. لا شك أن دعم المجالس بما تحتاجه من كوادر وبنية أساسية يساعد في تحقيق الكثير من الطموحات التي علّقها المواطنون ومن خلفهم الدولة عليها. أداء المجلس البلدي في الدورة الأولى التي عدها أعضاء المجلس، ومعظم المهتمين تأسيسية لما يأتي من بعدها كان جيداً في ضوء الواقع ومحدودية تفعيل الصلاحيات والإمكانات. ماذا عن أداء وإنجازات تلك المجالس البلدية... هل تعتقد أنها مُرْضية؟ وماذا عن موقع «بلدي الرياض» منها؟ - أداء المجالس البلدية في المملكة يتفاوت ويتباين، فهناك مجالس كانت أنشط وأكثر تأثيراً، غير أنها في المجمل لم تستطع أن تقدّم كل ما طلب منها، أما بلدي الرياض فقد تميّز بوجود روح التعاون مع أمانة المنطقة، إذ لمسنا ذلك من حرص أمين منطقة الرياض رئيس المجلس البلدي للعاصمة الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف على تقديم ملفات مشاريع الأمانة بشفافية وصدقية لتحقيق تناغم في السعي نحو الهدف المنشود نحو خدمة سكان المدينة وراحتهم. ماذا عن نظام المجالس البلدية الجديد... هل تتوقع أنه سيعالج الكثير من العوائق؟ - النظام الجديد لا يزال مقترحاً ولم يصدر بعد، بيد أن ما ظهر من مؤشرات حوله لا يحمل جديداً، وربما كان النظام الحالي أفضل، وإذا لم يحمل النظام المقترح تطلعات المواطنين وأعضاء المجالس الذين قدّموا مقترحات ترفع من سقف العمل والأداء، فسيكون أثره سلبياً على المجالس البلدية وعلى حجم المشاركة الشعبية فيها. أشير إلى أن نظرة وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب للمجالس البلدية نظرة مشرقة ومتفائلة، لكن الأجهزة التنفيذية المعنية بشؤون المجالس في الوزارة لا تعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى أرض الواقع، ولعلني لا أبالغ إذا قلت إن الإدارة العامة للمجالس البلدية في الوزارة هي من ضمن معوّقات عمل المجالس البلدية في المملكة. ماذا عن تجربتك الشخصية في المجلس البلدي لمدينة الرياض... هل تمكّنت من تحقيق طموحاتك وخططك التي كنت تنوي عملها قبل الدخول في عضوية المجلس؟ - التجربة إيجابية وفاعلة، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب ممثلين عن الشعب بهذا الأسلوب الحضاري المميز، كخطوة في سبيل مشاركة المواطن بصنع القرار، وتعلمت الكثير منها، وتعرفت على خبرة واسعة من الأعضاء وكوادر الأمانة في مجال العمل البلدي. ونجحت في تمثيل المواطنين وطرح تطلعاتهم وأفكارهم لتنمية الواقع الخدمي في المدينة، وعملت خلال الفترة الماضية على تقديم عدد من المبادرات والمشاريع، التي آمل بأن تسهم في تطوير الواقع والانتقال به إلى الأفضل. هل تنوي الترشّح للدورة الانتخابية الجديدة؟ - أتوجّه إلى عدم الترشح لأسباب شخصية، فضلاً عن ضرورة إتاحة الفرصة للدماء الجديدة لتكمل الطريق نحو تحسين الواقع البلدي في المدينة. * هل يعني عدم ترشّحك أن ما حققته لم يصل إلى ما كنت تطمح إليه؟ - لا أظن الأمر يأتي على هذا النحو، فمع قرب انتهاء دورة المجلس الأولى أجد أني حققت جزءاً من تطلعات الناس، وبذلت ما في وسعي لتطوير الخدمات البلدية، وإن كان السؤال يتضمن مبدأ الوعود الانتخابية وعدم تحقيقها، فأذكر أني لم أقدم وعوداً بل قدمت برنامجاً انتخابياً يحمل رؤى وطروحات، لعلمي بأن المجلس البلدي ليس جهازاً تنفيذياً، وإنما هو رقابي وتشريعي، وكثيراً ما أعود إلى هذا البرنامج الانتخابي في مراجعة مع الذات، فأجد أن نسبة عالية من الرؤى والأطروحات قد تحققت في هذا المجلس.