رفض الرئيس الجيبوتي المنتخب إسماعيل عمر غيلله الادعاءات بأن بلاده تسمح لقوات الولاياتالمتحدة وفرنسا، التي تتخذ قاعدتين في البلاد، بأي تحركات مناهضة لسيادة الدول الأخرى. وقال ل «الحياة» إنه «ليس من الوارد أن تقوم تلك القوات بأي عمل يتجاوز سيادتنا، ويتعارض مع التزاماتها بعدم تهديد أمن أي بلد في الإقليم انطلاقاً من أراضينا». وذكر أن وجود القاعدة الفرنسية «خاضع لاتفاقات الدفاع المشترك المبرمة بين بلدينا، ولا يتعدى نشاطها موجبات هذا الاتفاق». وأضاف الرئيس الجيبوتي الذي سيؤدي القسم غداً رئيساً لولاية ثالثة، عقب فوزه في انتخابات رئاسية أجريت مطلع نيسان (أبريل) الماضي: «لا نعتقد بأن من الصواب الاعتقاد بوجود ملابسات وراء قرار جيبوتي الانخراط في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، لأن قبولنا بالوجود العسكري الأميركي لا يخرج من سياق المشاركة والمساهمة الجيبوتية في جهود المجتمع الدولي المحمومة لمحاربة الإرهاب، ثم إن وجود هذه القوات في جيبوتي لا يشكل أي خطر على أي بلد عربي أو إسلامي، كما أن نشاطها ينحصر في الرصد والمتابعة». وفي الشأن الداخلي لبلاده، قال غيلله ل «الحياة» إن التحديات التي تنتظره كثيرة، من تنمية وتلبية تطلعات مواطنيه. لكنه بدا أيضاً مهموماً بالأوضاع العربية، وتبعات ما يحدث في مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن. غير أنه أكد استبعاده انتقال عدوى الثورة والتظاهر إلى شباب بلاده، مشيراً إلى أن التعددية السياسية التي تطبقها جيبوتي تضمن حرية التعبير والممارسة السياسية التي تمنع الاحتقان وتراكم الضغائن. وأكد رئيس جيبوتي خلو بلاه من مظاهر الإرهاب والتطرف كافة. وقال: «لا توجد في جيبوتي بيئة دينية أو فكرية يعشش فيها التطرف، إذ لا تسمح قيم التسامح وثقافة السلم والحوار التي يتحلي بها الجيبوتيون بانتشار هذا الفكر في جيبوتي». والمجتمع الجيبوتي يتميز بالانفتاح والاعتدال والتسامح وبعيد كل البعد عن كل أشكال التعصب والتزمت الديني والتطرف الفكري». ورداً على سؤال ل «الحياة»، أوضح غيلله أن جيبوتي «تتعاون مع المجتمع الدولي لحماية البلاد والمنطقة من مخاطر القرصنة و «القاعدة» في المنطقة، من خلال ما تشهده سواحل وبحار منطقة القرن الأفريقي من مراقبة دورية لدرء هذا الخطر، وتأمين ممراتنا البحرية الإستراتيجية من أي خطر يهدد الملاحة والتجارة الدولية التي يتركز عليها اقتصادنا الوطني». وأكد استمرار التوتر في علاقات بلاده مع إريتريا، وأضاف: «نحن في انتظار رد دولة قطر حول الوثائق التي قدمناها إليها في شأن موقف جيبوتي من نزاعها مع إريتريا. لا يزال التوتر سيد الموقف في علاقة بلادنا مع أسمرا. وبقاء هذه الأزمة من دون حل ليس من مصلحة البلدين».