بدأ معارضون سوريون مغادرة جيب في جنوب غربي سورية اليوم (الجمعة) بناء على اتفاق مع الحكومة للاستسلام، في وقت توغل فيه الجيش السوري في المنطقة الشمالية الغربية. وأظهر التلفزيون الرسمي لقطات لقافلة تضم حافلات تنقل معارضين خارج منطقة بيت جن. وأجبرت القوات الحكومية والفصائل المتحالفة معها مقاتلي المعارضة في الكثير من الجيوب على الاستسلام منذ تدخل روسيا بضربات جوية مكثفة في العام 2015 دعماً للحكومة السورية، ما قلص عدد الجيوب الخاضعة للمعارضة بشكل كبير. وتعد المنطقة الواقعة في الشمال الغربي والمحيطة بمحافظة إدلب أهم منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة التي تسيطر أيضاً على منطقة كبيرة على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل قرب درعا في جنوب غربي سورية، إضافة إلى جيوب متفرقة في أنحاء أخرى تشمل الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري اليوم إنهاء عملية إجلاء طبي شملت 29 مريضاً من الغوطة الشرقية في إطار اتفاق لمبادلتهم بسجناء تحتجزهم المعارضة. وذكر التلفزيون الرسمي أن المقاتلين وأسرهم بدأوا اليوم مغادرة بيت جن الواقعة على بعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من دمشق بعدما فقدوا السيطرة على مناطق قريبة في معارك عنيفة مع الجيش وحلفائه في وقت سابق هذا الشهر. وتوجه بعض المغادرين إلى إدلب في الشمال الغربي والتي ذهب إليها كل من تم إجلاؤهم سابقاً من جيوب المعارضة التي استسلمت، وتوجه آخرون إلى منطقة خاضعة للمعارضة السورية في الجنوب الغربي. وموقع بيت جن القريب من منطقة تديرها إسرائيل يعطيها أهمية استراتيجية نظراً إلى الدور الذي يقوم به «حزب الله» اللبناني في محاربة المعارضة هناك. وقصفت إسرائيل مرات عدة قوافل ومخازن أسلحة ل «حزب الله» في سورية هذا العام وفتحت نيرانها على مواقع للجيش السوري بعد سقوط قذائف على مرتفعات الجولان. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تقدم الجيش السوري أمام المعارضة في شمال غربي البلاد شمل معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة اليوم وأمس. وقتل العشرات اليوم في المعارك التي تركزت في قرية أبو دالي جنوب إدلب بعد أسابيع حققت فيها الحكومة مكاسب متزايدة في مناطق مجاورة في محافظة حماة. وتقدم الجيش فقط في إدلب أخيراً وذلك للمرة الأولى منذ سلسلة انتصارات حققتها المعارضة هناك أدت إلى خروج الحكومة من المحافظة في أوائل العام 2015. وأنهت مكاسب الحكومة على جبهات عدة آمال المعارضة في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بالقوة. ووزع مكتب الأسد اليوم صوراً للقائه أسرة في حمص في مؤشر على زيادة قدرته على التنقل بحرية في سورية هذا العام بعد سنوات ظل فيها معظم الوقت في دمشق.