توغّلت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها المدعومة من إيران، في آخر جيب لا تزال قوات المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان، في ما يشكّل تعزيزاً جديداً لنفوذ طهران في سورية. وأعلنت المعارضة أن «القوات النظامية والفصائل الشيعية، تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن التي يسيطر عليها معارضون سنّة، وسط غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي هو الأعنف منذ انطلاق عمليّة عسكرية للسيطرة على المنطقة قبل أكثر من شهرين». وأفادت القوات النظامية بأنها طوقت بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ، بالتزامن مع تقدم قواتها باتجاه بيت جن وسط اشتباكات عنيفة. ويعدّ هذا الجيب آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في الغوطة الغربية جنوب غربي دمشق، والتي سيطرت عليها القوات النظامية العام الماضي، بعد قصف عنيف وحصار استمر أشهراً، أجبر المعارضة على الاستسلام. وأكد مصدر استخباراتي غربي تقارير المعارضة المسلحة، لافتاً إلى أن فصائل مدعومة من إيران من بينها «حزب الله» لعبت دوراً رئيسياً في المعارك المتواصلة. وقال صهيب الرحيل وهو مسؤول في ألوية «الفرقان» إحدى فصائل «الجيش الحرّ» التي تعمل في المنطقة، أن «الميليشيات الإيرانية تسعى إلى تعزيز نفوذها من جنوب غربي العاصمة وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل». وتشعر إسرائيل بقلق من تعزيز إيران نفوذها في سورية بعد هزيمة تنظيم «داعش»، إذ صعّدت خلال الأسابيع القليلة الماضية هجماتها ضد أهداف تشتبه بأنها إيرانية داخل سورية. وأعلن المصدر الاستخباراتي أن «هجوماً شنته إسرائيل في بداية كانون الأول (ديسمبر) الجاري، على قاعدة قرب مدينة الكسوة جنوبدمشق، استهدف ما يُعتقد على نطاق واسع أنه مجمع عسكري إيراني». وتضغط إسرائيل لحرمان إيران و «حزب الله» وفصائل شيعية أخرى من أي قواعد دائمة لها في سورية وإبعادها من حدودها في منطقة الجولان المحتلّ. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر في ريف دمشقالجنوبي الغربي أمس، قولها أن النظام يسعى عبر التصعيد إلى استنفاد ذخيرة الفصائل الناشطة في المنطقة وتضييق الخناق عليها، بغية التوصّل إلى اتفاق معها يؤدي «إما إلى مصالحة أو إلى تهجير جديد». وأفاد «المرصد» بتجدد القصف المدفعي والصاروخي على بلدة بيت جن ومزرعتها وبلدة مغر المير. وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة تدور بين «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة من جهة، والقوات النظامية والجماعات المتحالفة معها من جهة أخرى. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن القوات النظامية و «حزب الله» اللبناني تعمل على تقطيع أوصال المنطقة المتاخمة للجولان السوري المحتلّ والحدود اللبنانية، وفرض السيطرة النارية على الطرق التي تربطهما.