موسكو، باريس - أ ف ب، رويترز - أعلنت روسيا والصين الجمعة توحيد جهودهما للتوصل إلى وقف إطلاق نار في ليبيا، وأكدتا مجدداً رفضهما المبدئي لأي تدخل خارجي في هذا البلد وأي عملية عسكرية برية فيه. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إثر محادثات مع نظيره الصيني يانغ جيشي «اتفقنا على تنسيق جهودنا من أجل استقرار الوضع ومنع حدوث تطورات لا يمكن السيطرة عليها» في ليبيا. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك أن البلدين متفقان على أن «من حق كل بلد تقرير مصيره بنفسه دون تدخل» خارجي. وقال إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز التدخل العسكري في ليبيا «يستبعد بشكل مباشر ولا لبس فيه» العمليات البرية. وأضاف «موقف الاتحاد الروسي لم يتغير على الإطلاق». واتهمت روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الائتلاف الغربي الذي يفرض حظر الطيران فوق ليبيا بتجاوز التفويض الذي منح له وحذرت من تسليح المعارضين الليبيين. وقال الوزير الصيني إن «قناعتنا أن المهمة الأكثر أهمية هي التوصل إلى وقف إطلاق نار» في ليبيا، مشيراً إلى أن بلاده «تبقى دائماً ضد اللجوء للقوة في العلاقات الدولية». وانتقد لافروف، من جهة أخرى، ما قال إنها نيات مجموعة الاتصال حول ليبيا التي شكلت ببادرة من الغربيين ولا تشارك فيها روسيا، توسيع صلاحياتها لتشمل أزمات أخرى في المنطقة. وقال لافروف إن «هذا الهيكل المعلن من جانب واحد، يحاول شيئاً فشيئاً منح نفسه الدور الرئيسي في تحديد سياسة المجتمع الدولي تجاه ليبيا، بل وليس فقط تجاه ليبيا». وأضاف أن «أصواتاً ترتفع أصلاً ضد تولي الهيكل (مجموعة الاتصال) تقرير ما يجب فعله تجاه دول أخرى في المنطقة». وقال: «ننطلق من موقف يقوم على أن مجموعة الاتصال غير الرسمية تضم دولاً مسؤولة وأنها أقرت كلها ميثاق الأممالمتحدة وهي مطالبة باحترام سلطة مجلس الأمن». وتابع قائلاً «جهود الجميع.. يجب أن تركز على حل سلمي وليس على دعم أحد الجانبين في أمر يبدو حقاً أنه صراع داخلي مسلح.. أي حرب أهلية». وتضم مجموعة الاتصال التي تأسست في لندن نهاية آذار (مارس)، دولاً غربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وعربية مثل المغرب والأردن وقطر ومنظمات دولية مثل الأممالمتحدة والجامعة العربية والحلف الأطلسي. على صعيد آخر، أعلنت فرنسا 14 ديبلوماسياً ليبياً أشخاصاً غير مرغوب فيهم وأمهلتهم بين 24 و48 ساعة لمغادرة البلاد، بحسب ما أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان الجمعة. وقال الناطق برنار فاليرو إن «فرنسا أعلنت 14 ديبلوماسياً ليبياً يعملون في فرنسا أشخاصاً غير مرغوب فيهم. وبحسب الحالة فإن أمامهم مهلة تتراوح بين 24 و48 ساعة لمغادرة التراب الوطني». وتأخذ فرنسا على الديبلوماسيين الليبيين «تصرفات وأنشطة لا تتطابق مع القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1973 ومنافية لحماية المدنيين الليبيين»، بحسب ما أوضحت الوزارة رداً على سؤال وكالة «فرانس برس». والديبلوماسيون ال 14 يتبعون نظام العقيد معمر القذافي الذي لم تعد باريس تعتبره شرعياً بعد اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي (معارضة ليبية). وكان سفيرا ليبيا لدى فرنسا ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو ومقرها باريس) أعلنا في 25 شباط (فبراير) استقالتهما تنديداً «بأعمال القمع في ليبيا» و «انضمامهما الى الثورة» على القذافي. واحتلت مجموعة من المعارضين مقر السفارة الليبية في باريس. ولا يطاول إجراء الطرد السفيرين. وكانت بريطانيا أعلنت الخميس طرد ديبلوماسيين إثنين ليبيين اعتبرت «أنشطتهما متعارضة مع مصالح» البلاد وأمهلا حتى 11 أيار (مايو) لمغادرة البلاد. وقبل ذلك بأربعة أيام غادر عمر جلبان السفير الليبي بريطانيا بطلب من لندن غداة هجمات استهدفت مقار ديبلوماسية بريطانية في العاصمة الليبية. وعلّقت فرنسا في 26 شباط أنشطة سفارتها في طرابلس بعد أن أخلت موظفيها الديبلوماسيين بطائرة عسكرية. وبعد شهر من ذلك أرسلت فرنسا الديبلوماسي انكون سيفان ممثلاً لها لدى المعارضة الليبية في بنغازي شرق ليبيا. وفي نهاية نيسان (أبريل) أعطى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «موافقته المبدئية» على زيارة بنغازي ربما في الأسابيع القليلة المقبلة.