شارباه يذكران بالمغني البريطاني الراحل فريدي ميركوري وهو معجب بعالم بوليوود السينمائي، إلا ان اكثر ما يلفت الانتباه في شرطي السير الهندي رانجيت سينغ هو خطواته المستوحاة من رقص سيّد البوب مايكل جاكسون، في شوارع الهند الفوضوية. لا يمكن السائقين إلا أن يلتفتوا إلى خطوات الشرطي البالغ 38 سنة التي تذكّر برقصة «مونووك» (السير على سطح القمر) الشهيرة للفنان الأميركي الراحل، عبر تقاطعات الطرق المكتظة متجنباً عربات «ريكشو» للنقل والشاحنات في وسط إندور البالغ عدد سكانها مليوني نسمة. ويقول سينغ: «أنا من المعجبين بمايكل جاكسون منذ سنوات وأستوحي من خطوات مونووك لإدارة حركة السير منذ 12 عاماً. في البداية كان الناس يذهلون إلا أن الأمر أدى إلى نتيجة إيجابية جداً وبات شعبياً جداً عبر السنوات». ويؤكد سينغ بعد يوم مضنٍ امضاه في الشارع أن «مهمة تنظيم السير متعبة وسط الضجة والتلوث وسائقي الدراجات النارية المتهورين، إلا أن رقصة القمر تمتّع السائقين والمتنقلين في الشارع». وصار سينغ ظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع متابعة نحو 50 ألف شخص لنشاطاته عبر شبكة «فايسبوك» فيما ينشر اشخاص شهدوا خطواته في الشارع اشرطة فيديو عبر منصات تبادل التسجيلات يومياً. ويؤكد سينغ أن عدد المخالفات المرورية عند تقاطع المحكمة العليا حيث يمضي غالبية ايامه تراجع على مر السنين. وتدرس جامعة هندية اليوم الوسائل التي يعتمدها سينغ لترى إن كانت أدت إلى تراجع أزمة السير أيضاً. وشوارع المدن الهندية معروفة عبر العالم بأزمات السير الخانقة. أما السائقون الذين يواجهون في الأساس الحفر المنتشرة على الطرق والإشارات المرورية السيئة، فغالباً ما يصبّون غضبهم على عناصر الشرطة الذين يحاولون التخفيف من عبء المشكلة والحفاظ على سلامة المارة. ويؤكد سينغ ان بعض السائقين الشباب في الهند دفعوا حياتهم ثمناً للقيادة المتهورة. ويوضح: «انتشلت جثث أكثر من 40 شاباً من الشارع بعد حوادث وقعت على مر السنين وأشعر بأسف كبير» لهذه الخسائر. وكان زملاء سينغ حذرين في البداية عندما راح يعتمد خطوات المغني الأميركي الشهير الراحل للفت الانتباه وإدارة حركة السير، إلا أنهم باتوا يتفاعلون الآن مع هذه الطريقة الخارجة عن المألوف. ويدرب سينغ زملاء له على هذه الرقصة، ويقول: «أهلي فخورون جداً بي لأنني أقوم بعملي بشغف كبير وبطريقة مبتكرة تشتمل على خطوات مايكل جاكسون».