أعلن السفير الأميركي في أنقرة جون باس، أن بلاده ما زالت تسعى إلى نيل تفسير من السلطات التركية لاحتجازها موظفَين في قنصلية الولاياتالمتحدة في اسطنبول، ما أدى إلى تجميد إصدار تأشيرات في تركيا التي ردّت بالمثل. وكانت واشنطن أعلنت توقيف موظفَين تركيَين في القنصلية هذا العام، اتُهم الثاني منهما بالتجسس وبصلات مع جماعة المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي. وقال باس إن السفارة لم تتلقَ أدلة تدعم هذه المزاعم، مضيفاً: «لسوء الحظ لم تتلقَ الحكومة الأميركية بعد أي اتصالات رسمية من الحكومة التركية في شأن أسباب احتجاز موظفينا المحليين أو اعتقالهم». وأعرب عن أمله في التوصل إلى تسوية سريعة للخلاف في هذا الصدد، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة لا تريد تعطيل علاقاتها مع تركيا، وأن البلدين سيتابعان التعامل مع هذا الملف. ولفت باس إلى أن التعاون الأمني بين البلدين الحليفين ساهم في منع تنظيم «داعش» من تنفيذ هجمات في تركيا، مشابهة للتي شنّها عامَي 2015 و2016. وكانت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أكدت أن «السفير باس يحظى بدعمنا الكامل، ليس فقط في الوزارة، لكن أيضاً في البيت الأبيض»، مضيفة أنه أدى «عملاً رائعاً في تركيا» ومعتبرة أنه «أحد أفضل السفراء» الأميركيين. وشددت على أن القرارات المتعلقة بتركيا اتُخذت ب «التنسيق» مع الوزارة والبيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، وزادت: «ليس من شيمة سفرائنا أن يتصرّفوا في شكل أحادي. ننسّق ونتعاون عن كثب مع سفرائنا. لا أعلم دوافع الحكومة التركية. ما الذي يجري؟ ما الذي يحاولون نيله من خلال هذا السلوك؟». أتى ذلك بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلثاء مقاطعة باس، محمّلاً إياه مسؤولية الأزمة. وقال إن بلاده لم تعد تعتبر باس «ممثلاً للولايات المتحدة في تركيا»، علماً أنه سيغادر أنقرة في غضون أيام، إثر تعيينه سفيراً في كابول، وطلب القيام بزيارة وداع للمقار الحكومية، وفقاً لعرف ديبلوماسي. وأضاف أردوغان: «وزراؤنا ورئيس برلماننا وأنا شخصياً، لم ولن نقبل طلبه، لأننا لا نعتبره ممثلاً للولايات المتحدة». واعتبر أن على الإدارة الاميركية «ألا تبقيه هنا دقيقة واحدة إضافية» إذا تبيّن أنه أصدر الأمر بتجميد إصدار التأشيرات، داعياً الأميركيين إلى مساءلته في شأن «الإضرار بالعلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا». في واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن تداعيات «أزمة التأشيرات» لم تؤثر في الحلف الأطلسي أو تمسّ التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدةوتركيا. وقال ناطق باسم الوزارة إن «قاعدة إنجرليك الجوية التركية تتابع أداء دورها المهم في دعم جهود الحلف والتحالف»، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق. وأضاف: «عمليات التحالف ضد التنظيم انطلاقاً من إنجرليك ومراكز تركية أخرى تُنسّق من كثب مع شركائنا الأتراك وتحظى بدعمهم الكامل. تركيا شريك قوي في التحالف وحليف كبير للأطلسي. يمكنني تأكيد أن هذه التطورات لم تؤثر في عملياتنا أو عناصرنا». إلى ذلك، مثلت الصحافية الألمانية ميسالي تولو أمام محكمة تركية، لاتهامها بدعاية إرهابية وبالانتماء إلى تنظيم يساري محظور، علماً أنها الأولى التي تُحاكَم من 11 ألمانياً او ألمانياً - تركياً تحتجزهم أنقرة. ونفت تولو (33 سنة) الاتهامات، وهي ألمانية من أصل تركي أوقفت في أيار (مايو) الماضي. في السياق ذاته، أعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن محكمة تركية أصدرت حكماً غيابياً بالسجن 25 شهراً، على مراسلتها أيلا البيرق، بعد إدانتها بنشر دعاية ل «حزب العمال الكردستاني». وكانت البيرق، التي تحمل الجنسيتين التركية والفنلندية، نشرت عام 2015 تحقيقاً عن معارك بين «الكردستاني» وقوات الأمن التركية في جنوب شرقي تركيا. وأوردت الصحيفة أن البيرق التي تعمل الآن في الولاياتالمتحدة، ستطعن بالحكم. وتحدث رئيس تحريرها جيرارد بيكر عن «اتهام جنائي بلا أساس وإدانة غير متناسبة استهدفت في شكل خاطئ تقريراً متزناً من وول ستريت جورنال». أما ناشر «وول ستريت جورنال» ويليام لويس، فاعتبر أن محاكمة القضاء التركي «صحافية محترفة ومحترمة يشكّل صفعة لجميع الذين يدافعون عن صحافة مستقلة وحيوية». مسلمو صربيا يحتفون بأردوغان لقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبالاً حافلاً خلال زيارته منطقة تقطنها غالبية من المسلمين في جنوب غربي صربيا. ولوّح مئات بأعلام تركية وصربية، لدى اصطفافهم في شوارع نوفي بازار التي زارها أردوغان مع الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش. وتعهد أردوغان، خلال زيارة لصربيا تستغرق يومين، بتعزيز العلاقات الاقتصادية في إطار تكثيف تركيا جهودها لزيادة نفوذها في البلقان. وتحسّنت العلاقات بين بلغراد وأنقرة في السنوات الأخيرة، بعد عقود من انعدام الثقة بين الجانبين، علماً أن الامبراطورية العثمانية حكمت صربيا نحو 500 سنة. ودعمت تركيا البوسنيين المسلمين ضد الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك، خلال الحرب في يوغوسلافيا في تسعينات القرن العشرين.