أعرب شباب وشابات في محافظة البصرة عن خوفهم من عودة الأوضاع الأمنية إلى ما قبل عملية «صولة الفرسان» (آذار – مارس 2008) التي أنهت نفوذ الميليشيات في المحافظة. واعتبروا التهديد بعودة «جيش المهدي» إلى نشاطه مؤشراً إلى تراجع مستوى الحريات. وقال فراس محمد، وهو صاحب محل لبيع الأقراص المدمجة: «هناك جهات سياسية تهدد بالعودة إلى عملها المسلح ضد القوات الأميركية إن لم تنسحب نهاية العام الجاري، وهذا يثير مخاوفنا من احتمال عودة سيطرة الجماعات المسلحة على الشارع». وأضاف ان «هذه الجماعات كانت تقاوم المحتل، لكنها كانت في الوقت نفسه تتابع حركة الشارع المدنية والتأكد من خلوها مما تعتبره حراماً». وزاد ان «طبيعة المواد المعروضة في المحل بدأت تتغير منذ عامين تقريباً لأنني وجدت الشارع عاد ليستمع الى الاغاني ويشاهد الأفلام الأجنبية، وكنت سابقاً أعرض ما يتعلق ببرامج الكومبيوتر إضافة إلى الأناشيد الدينية والمحاضرات التي يلقيها رجال دين». واعترى الخوف مريم أحمد (22 سنة) حين سمعت بإمكان عودة السلاح إلى غير الدولة وقالت: «لا يمكنني أن أتصور حياتي في البصرة إذا عادت الجماعات المسلحة إلى نشاطها فقد أنهيت العقد الثاني من عمري إبان سيطرتها ولا أتمنى أن أقضي العقد الثالث وهي تسيطر على الحياة». وأضافت: «أنا طالبة في الجامعة وما زلت أرى الذين لا يرضيهم ما أرتديه وبالتالي فإن عودة العمل المسلح ستكون دافعاً لهم لممارسة دورهم السابق في التعرض لكل من لا يرونه متديناً»، وتعلق ضاحكة «اشتريت خلال السنتين الماضيتين الكثير من الملابس التي لا تناسب عناصر الجماعات الدينية فماذا سأفعل بها؟». محمود عبد العظيم، وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية، قال: «أنا متخوف جداً من عودة العناصر المسلحة لأن تجارة الملابس تتراجع في مستوى ربحيتها عند سيطرة هذه العناصر وهذا ما شهدناه قبل عام 200» وأوضح ان «البائع يتخوف من جلب البضائع المثيرة لغضبهم، والمشتري يتردد في الشراء وكنا لا نستطيع عرض الملابس الخاصة بالحفلات». وتابع إن «تخوفنا ليس من جيش المهدي وحده، إذا عاد إلى نشاطه، فهناك جماعات ستظهر معه وكلها يدعي العمل بموجب الشريعة».