لندن، دبي، سنغافورة - رويترز - تراجع مزيج «برنت» أكثر من ثلاثة دولارات إلى أقل من 118 دولاراً للبرميل أمس، وعمد المتعاملون ومديرو الصناديق لسحب أموالهم من قطاع السلع الأولية في ظل مخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة وانهيار الطلب. وهبط سعر العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم حزيران (يونيو) 2.97 دولار إلى 118.22 دولار للبرميل، بعد أن هبط أثناء الجلسة إلى 117.75 دولار. لكنه أقفل عند 117.19 دولار بعد صدور بيانات أمس عن طلبات الإعانة للعاطلين من العمل في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي بيّنت ارتفاعها إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر بينما كان خبراء يتوقعون تراجعها. وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم حزيران 2.55 دولار إلى 106.69 دولار للبرميل. واتجه النفط للهبوط في التعاملات الصباحية بعد بيانات أظهرت زيادة المخزون في الولاياتالمتحدة ومؤشرات اقتصادية محبطة، لكن عمليات البيع الحقيقية انطلقت حينما هبط «برنت» مخترقاً مستوى فنياً مهماً عند 120 دولاراً. وأوضح متعامل لدى بنك كبير أن «معظم عمليات البيع التي امتدت إلى المعادن الأساسية والنفيسة، ربما جاءت من مديري صناديق ينسحبون من السلع الأولية مع قرب انتهاء الجولة الثانية من التيسير الكمي في الولاياتالمتحدة». وقال: «إنهم لا يريدون الانتظار حتى نهاية حزيران (يونيو) عندما ينتهي البرنامج الرسمي لشراء السندات». وأشارت مصادر في قطاع النفط لوكالة «رويترز» إلى أن إيران استوردت نحو 50 ألف برميل من البنزين يومياً في آذار (مارس) ونيسان (أبريل)، معظمها من آسيا في ظل استمرار الجمهورية الإسلامية في المراوغة للالتفاف على العقوبات الغربية. وأفاد مصدر تجاري كبير بأن خمس سفن تحمل ما مجموعه 1.505 مليون برميل من البنزين، أبحرت من آسيا في آذار. وزادت واردات آذار إجمالاً على 48500 برميل يومياً. وفي نيسان اشترت إيران 49400 برميل يومياً وفقاً لوثائق ملاحية أظهرت خمس شحنات أخرى مجموعها 1.482 مليون برميل. وجرى نقل البنزين من سفينة إلى أخرى في مضيق هرمز في ثلاث من هذه الشحنات. وكانت إيران تستورد ما بين 13 و15 شحنة من البنزين إلى أن أدت العقوبات التي قادتها الولاياتالمتحدة إلى إحجام الكثير من الموردين المعتادين. ويرى تجار أن إيران تعتمد على قوى صديقة عدة لإمدادها بالبنزين مثل الصين التي تفادت تأييد الغرب تماماً في نزاعه مع طهران في شأن برنامجها النووي. وأوضحت مصادر في تجارة النفط أن مصفاة عدن اليمنية المغلقة نتيجة توقف تدفق الخام من حقل مأرب، طرحت مناقصة لشراء 105 آلاف طن من المنتجات النفطية. وتتطلع المصفاة التي تبلغ طاقتها 130 ألف برميل يومياً والمغلقة منذ أسبوع على الأقل، لشراء 20 ألف طن من وقود الطائرات و35 ألف طن من البنزين و50 ألف طن من زيت الغاز. وأشار تجار الى أن «المناقصة التي ستغلق اليوم تطلب تسليم المنتجات النفطية في حزيران». ويواجه اليمن الذي يشهد احتجاجات ينفذها عشرات الآلاف مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، نقصاً في الوقود بعد توقف تدفق النفط من حقل مأرب الذي ينتج الخام الخفيف، نتيجة تفجير في أنبوبه الرئيس في منتصف آذار (مارس). وأشارت مصادر ملاحية إلى أن اليمن يستورد وقوداً من السعودية وإلى أن سفينة تحمل 15 ألف طن من وقود الديزل وصلت إلى ميناء الحديدة أول من أمس. وأفادت وكالة الأنباء القطرية أمس، بأن قطر رفعت بأثر رجعي، سعر البيع الرسمي لنفطها الخام البحري لشحنات نيسان إلى 117 دولاراً للبرميل وهو أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2008 وبزيادة 7.65 دولار عن آذار. وأصبح سعر الخام البحري القطري يزيد دولاراً واحداً للبرميل عن متوسط سعر خام دبي القياسي لنيسان مقارنة بعلاوة قدرها 64 سنتاً في آذار. وحددت الحكومة سعر الخام البري لنيسان ب119.80 دولار بزيادة 8.05 دولار عنه في آذار. وبذلك يصبح الخام البري أعلى من خام دبي بواقع 3.80 دولار للبرميل مقارنة ب3.04 دولار في آذار.