تتواصل الخروق الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الجنوبية، بوتيرة شبه يومية. وستعقد قوات الطوارئ الدولية لقاءها الأخير لهذا العام، هذا الأسبوع في الناقورة برئاسة القائد العام ل «يونيفيل» مايكل بيري وحضور مندوبين عسكريين عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي، لبحث هذه الخروق وخصوصاً على الخط الأزرق. وأكد مصدر أمني لبناني ل «المركزية» أن «خلال الأيام العشرة الماضية سجلت جملة خروق إسرائيلية للسيادة، في الجو وفي البر، تعدت الثلاثين، بمعدل ثلاثة خروق في اليوم الواحد»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تضرب بعرض الحائط القرار 1701 القاضي بانتشار يونيفيل على طول الخط الأزرق». وأضاف: «على رغم انتشار أكثر من 10500 جندي وضابط دولي في الجنوب، فإن الخروق الإسرائيلية لم تتوقف نهائياً»، مشيراً إلى أن «يونيفيل تراقب الخروق وترفع التقارير إلى مقر قيادتها في الناقورة». ولفت المصدر إلى أن «الخروق تأخذ أشكالاً مختلفة. فالعدو الإسرائيلي يستبيح جوّنا وبحرنا وبرنا من دون رادع»، مؤكداً أن «الطيران الحربي لم يغادر الأجواء اللبنانية ويشن غارات وهمية ليلاً ونهاراً مخترقاً جدار الصوت، كما أن الزوارق الحربية الإسرائيلية تلازم عرض البحر قبالة الناقورة. كما اجتاز 15 جندياً إسرائيلياً خط الانسحاب لمدة 15 دقيقة في خراج كفرشوبا، فضلاً عن إطلاق قنابل دخانية نحو أراض لبنانية زراعية وعمليات جرف مقابل بلدة بليدا، ورفعت سواتر ترابية في الغجر والعباسية». وأشار إلى أن «الحفارات وجرافات البوكلن الإسرائيلية تواصل عمليات الحفر والتمديدات الكهربائية على الجدار الذي أنهت بناء بنيته التحتية، مقابل بلدة عديسة الحدودية منذ شهر تقريباً، والذي اعترض عليه لبنان عبر مندوبه في اللقاء الثلاثي، مشدداً على أنه يقتطع أراضي متحفظ عليها بين لبنان وإسرائيل». ولفت المصدر إلى أن «خلال اللقاء الثلاثي الأخير الذي عقد في الناقورة، قال المندوب الإسرائيلي إن «بلاده عازمة على إقامة الجدار لمسافة 48 كيلومتراً، إلا أن المندوب اللبناني أصر على رفض لبنان إقامة الجدار خصوصاً أنه سيقتطع أراضي لبنانية في مناطق متحفظ عليها، فتدخل القائد العام لليونيفل طالباً من المندوب الإسرائيلي عدم البدء بإقامة الجدار»، مشيراً إلى أن «إسرائيل التي تدعي أن الجدار هو بهدف منع التسلل إلى أراضيها، زعمت أنه سيبتعد عن الخط الأزرق مسافة متر وربع». وأوضح المصدر أنه «منذ فترة وتعمل الجرافات الإسرائيلية على حفر خندق مقابل بلدة عديسة، كركيزة للجدار، وقامت بصبه بالباطون المسلح، وجهزته بالبنى التحتية وزودته بأجهزة استشعار وآلات تجسس إلكترونية على أن يكون ارتفاعه 6 إلى 7 أمتار بحسب طبيعة المنطقة الجغرافية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تنوي في المراحل اللاحقة وضع كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار واستنفار ورصد وبث المعلومات وربطها بغرفة عمليات عسكرية إسرائيلية في مستعمرة مسكاف عام المقابلة». وأضاف أن «الجدار يمتد من نقطة مقابل الناقورة امتداداً إلى نقطة مواجهة لبلدة علما الشعب وراميا ومارون ويارون ليتجه نحو نقطة تقابل بلدة العديسة وصولاً إلى نقطة مواجهة لبلدة كفركلا، وسيكون مقطع الأوصال وستترك فيه فتحات متباعدة تسمح لإسرائيل بمواصلة مراقبتها للمناطق اللبنانية المواجهة للمستعمرات الإسرائيلية»، لافتاً إلى أن «إسرائيل سبق وأن شرعت ببناء قسم من الجدار عام 2012 مقابل بوابة فاطمة الحدودية متذرعة بعمليات تسلل إلى المستعمرات من تلك المنطقة». وعصراً أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان أن «طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية عند الثالثة بعد الظهر من فوق بلدة علما الشعب ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب، ثم غادرت الأجواء من فوق بلدة رميش».