يستمر تصويت المصريين لليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد مرور أقل من عام على عزل الرئيس محمد مرسي على يد الجيش المصري. ويتنافس على منصب الرئيس المصري، مرشحان فقط، هما وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي واليساري حمدين صباحي. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً تضمن خمس حقائق اساسية لا بد من معرفتها عن الانتخابات المصرية، التي ستحدد الرئيس المقبل لبلد يضم اكبر عدد سكان في العالم العربي، بحسب ما وصفت الصحيفة. 1 النتائج شبه محسومة ارتفعت شعبية وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي مؤخراً، خاصة بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، وتعتبر معارضة السيسي لحكم الاخوان وخبرته العسكرية من أهم الأسباب لانتخابه من قبل مؤيديه. وكان تصويت المصريين المغتربين، أظهر التأييد الكبير للسيسي، وكانت النتيجة شبه محسومة لصالح السيسي، الذي حصل على نسبة 94 في المائة من مجمل الاصوات، مقابل نحو 5 في المائة لمنافسه حميد صباحي. 2- الاخوان المسلمون إماّ مقاطعين أو في السجن ابدى السيسي استعداده لعزل وسحق جماعة الاخوان المسلمين، فبالاضافة إلى اعتقال مرسي وأعضاء من جماعة الاخوان، قام السيسي بشن هجوم مميت على مخيم "رابعة" الذي نصبه الاخوان المسلمون في القاهرة للاحتجاج، ما أدى الى مقتل المئات واعتقال الآلاف. ورداً على ذلك اعلنت جماعة الاخوان مقاطعتها للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح واحد ضد السيسي وهو حمدين الصباحي. ويعوّل الاخوان على اظهار الانتخابات على أنها "خدعة" بدليل الاقبال الضعيف على الانتخابات التي بدأت أمس الاثنين و تنتهي اليوم، في حين أن الاقبال الكثيف سيساعد على تعزيز شرعية الرئيس الجديد للبلاد. 3- برنامج السيسي الانتخابي: المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة والقضاء على الإخوان المسلمين وُجهت انتقادات من قبل البعض حول نوع السياسات التي يريد السيسي انتهاجها بكونه "رئيساً". ولم يصدر السيسي اي برنامج انتخابي، بل اكتفى بالتركيز في مقابلة اجراها على إحدى القنوات التلفزيونية على نقطتين أساسيتين ستجري خلال فترة ولايته، الاولى: استخدام المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة للتغلب على مشكلة الكهرباء التي تعاني منها مصر. والثانية: القضاء على الاخوان المسلمين في حكمه. الا ان هذه المقترحات الغامضة جعلت بعض الناخبين غير متأكدين حول ماذا ينبغي ان "يتوقعوا منه"، "نريد السيسي لأننا، نريد السيسي"، قالت شابة في الثامنة عشر من عمرها وهي موظفة في احدى متاجر الثياب وسط القاهرة. 4- احتمالات كبيرة لوقوع اعمال عنف خلال يومي الاقتراع على رغم تراجع هجمات المتشددين في الاشهر الاخيرة في مصر، إلا أن الدولة لاتزال تواجه تمرداً على مستوى منخفض من احتمال استهداف مراكز الاقتراع في المناطق المضطربة شمال سيناء حيث يتمركز العديد من الجهاديين المسلحين. فأعمال العنف والهجمات المسلحة ارتفعت ضد الدولة مع الاطاحة بمرسي، وخصوصا بعدما قتلت قوات الامن نحو 1000 شخص في تظاهرة مؤيدة للرئيس المعزول في آب (اغسطس) الماضي في غضون ساعات قليلة فقط. ومؤخراً تم القاء قنابل بدائية الصنع على مراكز الشرطة في القاهرة، من دون أن يتضح إلى أي مدى يمكن أن يؤدي العنف إلى تعطيل عملية التصويت. 5- من المرجح ان تبقى مصر حليفة للولايات المتحدة رغم الانتهاكات الواضحة لحقوق الانسان في عهد السيسي، الا انه من المرجح ان تستمر الولاياتالمتحدة في تقديم المساعدات العسكرية لمصر لمحاربة المتشددين وللحفاظ على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل. يذكر ان العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر تراجعت منذ ان تولى السيسي السلطة بالقوة وشهدت مصر في عهده أكبر حملة قمع دموية في تاريخ البلاد الحديث. كما وطّد السيسي علاقاته مع روسيا على اعتبارها مورد جديد محتمل لمنظومة الأسلحة. في حين أخّرت ادارة اوباما "رمزياً" تقديم المساعدات العسكرية لمصر، من دون أن تتأثر العلاقات العميقة بين الجيش المصري والبنتاغون ما يعني ان اميركا ستبقى حليفاً لمصر.