في وقت يبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، اليوم، في العاصمة البريطانية وغداً في باريس، حملته الدولية على اتفاق المصالحة الفلسطينية، رأى تقرير "سري" نشرته صحيفة "هآرتس" لوزارة الخارجية الإسرائيلية ان الخطوة الفلسطينية تحمل في طياتها فرصة استراتيجية ايجابية من شأنها أن تخدم إسرائيل. وتتعارض التوصيات التي يقدمها التقرير مع الموقف المناوئ الذي يحمله نتانياهو ضد الاتفاق المتوقع التوقيع عليه اليوم في القاهرة. وجاء في التقرير أن "الخطوة الفلسطينية ليست فقط خطراً أمنياً (على إسرائيل) إنما تشكل فرصة استراتيجية لخلق تغيير جذري في الحلبة الفلسطينية، وهو تغيير من شأنه أن يخدم مصالح إسرائيل على المدى البعيد". ويوصي التقرير الذي أعده قسم التخطيط في وزارة الخارجية وقدمه لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، المستوى السياسي بتبني إسرائيل مقاربة بنّاءة توضح المعضلة لدى الفلسطينيين" بشأن برنامج الحكومة الفلسطينية العتيدة وعدم استعداد "حماس" للاعتراف بإسرائيل". ويعتقد واضعو التقرير ان مقاربة إسرائيلية ايجابية ستفيد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وينصحون صناع القرار السياسي بأن يتم تنسيق الموقف الإسرائيلي من حكومة الوحدة الفلسطينية مع واشنطن، "ما يعني إعطاء الاعتبار للولايات المتحدة على نحو يخدم المصلحة الإسرائيلية". وينتقد التقرير في شكل غير مباشر الموقف الإسرائيلي المتسرع من الاتفاق الفلسطيني وينصح بأن يكون رد الفعل الإسرائيلي حذراً أكثر في هذه المرحلة، خصوصاً قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق. وأضاف أن الموقف الصحيح يجب أن يأخذ في الاعتبار سبل مواجهة الجهد الفلسطيني لنيل اعتراف دولي بدولة مستقلة، "ويجب تفادي إطلاق تصريحات أو القيام بخطوات من شأنها أن تقيّد إسرائيل أمام الفلسطينيين وفي الحلبة الدولية بالذات حيال التحديات الاستراتيجية المتوقعة خلال العام الحالي". وينصح معدو التقرير بأن تواصل إسرائيل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية "الذي يعتبر مصلحة إسرائيلية وأثمر هبوطاً حاداً في مستوى الإرهاب". كما يقترحون أن تتقدم إسرائيل بطلب إلى المجتمع الدولي بأن يضع للفلسطينيين معايير واضحة للحكومة الفلسطينية الجديدة. وبين التوصيات الأخرى أن توفد إسرائيل إلى القاهرة وفداً لالتقاء أركان النظام الانتقالي في مصر وتعزيز التنسيق معه. على صلة يلتقي نتانياهو اليوم في لندن نظيره البريطاني ديفيد كاميرون محاولاً حشد تأييده ضد اعتراف دولي بفلسطيني دولة مستقلة وضد حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة "حماس". كما سيقوم بالجهد نفسه لدى الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي يلتقيه في باريس غداً.