أطلق المسح الشامل الذي قامت به وكالة الآثار والمتاحف عام 1976 للمنطقة الشرقية، اسم الدفي على الموقع، لقربه من خليج الدفي. وقامت الهيئة الملكية في الجبيل بالحفاظ عليه مع بقية المواقع داخل المنطقة الصناعية، وتقع تلال الدفي الأثرية داخل حرم الكلية الصناعية في الجبيل الصناعية بالقرب من مبنى الهيئة الملكية للجبيل، وتبعد عن مدينة الجبيل البلد نحو 14 كم، ويحيط سور الموقع بمساحة تبلغ 60 ألف متر مربع مقابل ساحل البحر، وترتفع التلال الأثرية من خمسة إلى ستة أمتار عن سطح البحر، ويمثل هذا الموقع فترة مملكة الجرهاء، التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، ويمكن إعطاء فترة القرن الثالث قبل الميلاد كتاريخ أولي، اذ ستتضح الصورة بشكل أفضل بعد استكمال نتائج دراسة الطبقات والمعثورات وظهور نتائج التحليل بالكربون 14. وقامت وكالة الآثار عام 1408ه بإجراء حفرية استطلاعية لمعرفة العمق التاريخي لهذا الموقع، ونشرت نتائجها بأطلال حولية الآثار السعودية العدد 12 لعام 1410ه، واتضح خلالها أن الموقع يمثل مرفأ أو ميناء لأحد المدن الجرهائية، ألا وهي «ثاج» التي تعد من أبرز المدن القريبة آنذاك، حيث تبعد 90 كم غرب مدينة الجبيل، والتي يتزايد الآن احتمال كونها هي مدينة «الجرهاء» التي نسبت إليها مملكة الجرهائيين. وفي موسمنا هذا تم إسقاط كامل الموقع في شبكية مربعات 10×10م، والبدء بوسط الموقع بفتح ما يزيد على 60 مربعاً، أسفرت أعمال التنقيب فيها عن كشف مبان سكنية مترابطة تتميز بأسلوب معماري فريد وتقنية عالية في تشذيب حجارة البناء، واستخدام المونة شديدة الصلابة من الجير، كما تم الكشف عن طريق واسع وسط هذه المباني يمتد شرق غرب، وتتوسط غالبية المباني أحواض دائرية الشكل بقطر 1.5م مبنية بالحجارة المشذبة بأرضية ترابية ربما تكون أعدت لتخزين الأقوات أو غير ذلك. ويحيط بالموقع سور مبني بالحجارة الكبيرة تم كشف جزء منه بالناحية الشمالية للموقع، كما تم العثور على العديد من اللقى الأثرية خلال أعمال التنقيبات كالأواني الفخارية والمباخر والدمى الطينية، وعظام الأسماك والكائنات البحرية التي تم أيضاً جمعها ودراستها. واستطاع الباحثون من خلال دراسة طبقات الموقع تحديد ثلاث مراحل استيطانية واضحة المعالم، لذا يعتقد أن الاستيطان بموقع الدفي يعود للمراحل المبكرة من عمر مملكة «الجرهاء».