عندما طُرحت تيراين ألكروسوفر العائدة إلى GMC في الأسواق عام 2010، بوصفها أصغر عروض الصانع الأميركي في فئة السيارات الرياضية الترفيهية المتعددة الاستخدامات SUV، ظلت عالقة بين الفئتين المُدمجة وتلك المتوسطة الحجم، ما جعل بعضهم يلقّبها بمركبة ال «ما بين بين» أو تلك المصنّفة في فئتين مختلفتين معاً. حتى عام 2016، ظلت تلك الكروسوفر نحو ستة أعوام من دون أي تغييرات تطرأ عليها، قبل أن تقرر GMC إخضاع موديلها لسلسلة من التحسينات والتعديلات المحدودة، والتي على رغم منها لم تستطِع تيراين المنافسة بجدية في فئتها المعتمدة، علماً أن أبرز الانتقادات التي طاولتها تعلّقت بكونها أقل من العروض المنافسة لجهة التقنيات والتصميم على السواء. ومن هذا المنطلق، سعت الشركة الأميركية المنضوية تحت جناح مجموعة جنرال موتورز إلى معالجة تلك الثغرات السابقة، من خلال إطلاق جيل ثانٍ من تيراين أطل أخيراً من نافذة معرض ديترويت الدولي بوصفه موديل عام 2018. باتت GMC تيراين الجديدة تتمتع بتصميم عصري أكثر جاذبية من أي وقت مضى، لا سيما مع الاستغناء عن الهيئة الصندوقية القديمة للطراز السابق، والتخلّي عن أقواس العجلات المربعة والمصابيح الرئيسة والخلفية «القبيحة»، وأيضاً شبك التهوئة الأمامي المربع الهيئة، لمصلحة طلة جديدة كلياً، لا سيما لجهة المقدم الذي استفاد من غطاء أمامي بات بزاوية ميل في اتجاه الأسفل، ويضم خطوطاً مموجة عدة لتعزيز الطابع مفتول العضلات. أما شبك التهوئة الأمامي، فبات يتضمّن ثلاث دعامات كرومية أفقية لتتمة الطابع الرياضي، مع زوج من المصابيح الرئيسة على هيئة حرف C، إلى جانب الاستعانة بشريط من لمبات LED المتراصة للإضاءة في أثناء وضح النهار. وبالنسبة إلى شبك التهوئة السفلي الموازي، فبات يحدّه من أعلى شريط كرومي جذّاب، مع الاستعانة بحاجز هوائي عصري جديد. من الجوانب، اختفت أقواس العجلات المربّعة الهيئة لمصلحة أخرى مُدمجة أكثر مع الجسد الخارجي من أجل طلّة أكثر انسيابية. كما يبرز خط حاد وحيد يصل المصابيح الرئيسة بتلك الخلفية، والخصر الذي جاء مقسّماً على نحو متعاقب، ويتجه إلى أعلى بمجرّد الاقتراب من المؤخر، ما يُضفي شكلاً أكثر جاذبية على الربع الزجاجي الأخير بالباب الخلفي. أما المؤخر فتزيّنه مصابيح خلفية مغايرة تماماً لسابقتها، من خلال الاستعانة بشكل حرف C الذي سبق ورأيناه في المصابيح الرئيسة، مع شريط LED داخلي لافت. أيضاً، جاء شعار GMC المثبّت في الباب الخلفي أكبر حجماً وأكثر إشراقاً، فضلاً عن تثبيت شريط كرومي أعلى لوحة الأرقام. استفادت المقصورة الداخلية من تحسينات «ثورية» نسبياً، شأنها شأن الخطوط الخارجية. لكن هناك عنصريْن جرى الاحتفاظ بهما من الطراز السابق: الأول يتعلّق بلوحة العدادات التي احتفظت بوحدتها شبه الرقمية من خلال شاشة TFT متموضعة في المنتصف بين عدادين تناظريين كبيرين، إلى جانب عدادين صغيرين أحدهما للوقود والآخر لدرجة الحرارة في أعلى الشاشة. أما ثاني هذين العنصرين، فيتمثل في فتحتَي المكيّف المركزيتين في المنتصف؛ إذ لا تزالان تحتفظان بالهيئة السابقة، وإن جاءتا في قالب أصغر حجماً. ومن أبرز نقاط التفرّد الأخرى، لوحة القيادة بتصميمها المعاصر والمبتكر، والذي يبدو أكثر سطحية في أجزائه العلوية وينحسر لجهة جانب السائق. وفي نهايتَي لوحة القيادة، تستقر فتحات تهوئة المكيّف المستطيلة الشكل في صورة أكبر، كما نال جانب السائق مساحة تخزينية صغيرة لاستغلال المساحات المتوافرة في المقصورة أفضل استغلال. وجاء المقود أصغر من السابق ويستفيد من وسادة هوائية أصغر، ويتضمّن أزراراً وعتلات تحكّم أكثر، فضلاً عن لمسات فضية على أكثر من موضع بالمقود الجديد. ولم يأتِ الكونسول الوسطي أعرض أو أكثر نحافة، ولكنه بات يتضمّن فجوة صغيرة قد توفر شحناً لاسلكياً للهواتف الذكية. كما بات مسند الأذرع فيه أقصر لكنه يُفتح ليتضمّن مساحة تخزينية صغيرة. لكن للأسف الشديد، تكوّنت منطقة التحميل الخلفية وظهور المقاعد من أسطح صلبة، وقد يكون السبب وراء ذلك سهولة تنظيف تلك المناطق وعدم الخوف من ضرر الأرضية أو ظهور المقاعد بشدة، لا سيما أثناء تحميل أشياء غليظة مثل الأخشاب أو الصناديق الثقيلة. خيارات جديدة ونشطة للمحرّكات ميكانيكياً، تتوافر تيراين الجديدة بمحرّك بنزيني سعة 1.5 ليتر مزوّد بشاحن هواء «توربو» بقدرة 170 حصاناً مع أقصى عزم دوران يبلغ 275 نيوتن متراً. وهناك محرّك بنزيني آخر مجهز بالفئة دينالي ومزوّد بشاحن هواء «توربو» بدوره سعة ليترين وبقوة 252 حصاناً وعزم 352 نيوتن متراً. ويتصل المحرّكان بعلبة تروس أوتوماتيكية من 9 نسب فئة «هيدراماتيك». ومع الفئات المزوّدة بنظام دفع رباعي للعجلات، هناك خيار «وضعية الدفع الأمامي» التي تنفصل إلكترونياً عن المحور الخلفي، ما يعزز من معدلات خفض استهلاك الوقود ومعدلات الجر. وحتى مع وضعية الدفع الرباعي للعجلات، تظل السيارة تسير بنظام الدفع الأمامي في صورة أساسية، ولكن سيتوزّع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي وفق مقدار الانزلاق بالعجلات الأمامية ومعطيات أخرى. تطور لافت تقنياً، استفادت الفئات القياسية من تيراين الأحدث من نظام معلوماتي ترفيهي محسّن يتضمّن شاشة ملونة قياس 7 بوصات. بينما نالت الفئات الأعلى شاشة أكبر قياس 8 بوصات، والفئة دينالي الأعلى تجهيزاً نظاماً صوتياً متطوراً فئة «بوز» مع 7 سماعات. ويرجّح أن تنال الفئات الأخرى نظاماً صوتياً من 6 سماعات، جنباً إلى جنب مع المقود المزود بخاصية التدفئة ونظام فتح الباب الخلفي إلكترونياً من دون استخدام اليدين، علماً أن النظام الترفيهي المعلوماتي للفئات كلها يتفق مع نظامي «آبل كار بلاي» و «أندرويد أوتو». كذلك نالت تيراين نظام الرؤية المحيطية الشاملة ونظام التحذير من الاصطدامات الأمامية، إضافة إلى نظام الكبح الأوتوماتيكي على السرعات المتدنّية إلى الأمام، ونظام آخر للحفاظ على المسار وآخر للتحذير من تخطيه ونظام «ستابيلي تراك» للتحكّم الإلكتروني بالثبات ونظام التحذير من مرور سيارات في المنطقة الخلفية أثناء الخروج من أماكن اصطفاف السيارة والرجوع إلى الوراء، فضلاً عن توافر نظام جديد لتنبيه السائق بأن هناك أشخاصاً ما في قسم المقاعد الخلفية، كالأطفال مثلاً، في حال إذا ما نسي أحدهم أطفاله في السيارة. يذكر أن مزايا عدة تجعل الزبائن يختارون تيراين الجديدة من بين العروض الأخرى المنافسة، ولكن هذا لا يعني أن تيراين بجيلها الثاني لا يعيبها شيء. صحيح أن التصميم الخارجي بات أكثر جاذبية والمقصورة أكثر عملانية وتطوراً، إنما في المقابل، لا تستعين تيراين بمحرّك فئة V6، علماً أن تلك الفئة تعجّ بالعروض المنافسة الأخرى، لا سيما مع الفئات النخبوية المُدمجة من عروض الكروسوفر SUV. لكن، لسعرها المنخفض نسبياً مقارنة بعروض هذه الفئات، فقد يميل الزبائن نحو اقتناء تيراين الأحدث، أو على أقل تقدير، ستكون المقارنة صعبة ومحيّرة على بعضهم. المحرّك عدد الأسطوانات 4 السعة (ليتر) 2.0 توربو القدرة (حصان/د.د) 252 / 5500 العزم (نيوتن متر/د.د) 352 / 2500 – 4500 المقاييس الطول (ملم) 4630 العرض (ملم) 1838 الارتفاع (ملم) 1661 طول قاعدة العجلات (ملم) 2725 أنظمة ثبات القيادة ABS/ESP/ستابيليتراك نقل الحركة الدفع رباعي علبة التروس أوتوماتيكية من 9 نسب فئة «هيدراماتيك»