شنّت قوات النظام السوري هجوماً على جبهتين، قرب العاصمة دمشق وفي محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الجمعة). وأوضح المرصد أن الجيش السوري، وبعدما ركّز جهوده في الشرق في الأشهر الماضية في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، عاد لينظّم قواته لمهاجمة الفصائل المعارضة. والجبهة الأولى التي يحاول التقدم فيها تقع جنوب غربي دمشق، حيث يسعى إلى إنهاء وجود قوات المعارضة هناك. وتتركز هذه العملية في قرية بيت جن الخارجة عن سيطرة دمشق منذ أربع سنوات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هذا المحور استراتيجي لأنه قريب من هضبة الجولان والحدود مع لبنان»، ومن الفصائل المنتشرة في هذه المنطقة «هيئة تحرير الشام» التي تهيمن عليها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). أما الجبهة الأخرى فهي محافظة إدلب، حيث يحقق الجيش تقدّماً تحت غطاء عسكري روسي على حساب «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على أجزاء واسعة من المحافظة، علماً أن إدلب تشكّل واحدة من مناطق خفض التوتر الأربع في سورية. ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، سيطرت القوات الموالية للنظام على 40 بلدة وقرية في محافظات إدلب وحماة وحلب. وبحسب عبد الرحمن، تضع قوات النظام نصب عينيها السيطرة على بلدتين مواليتين له في إدلب هما كفريا والفوعة، ومطار أبو الضهور العسكري، إضافة إلى تأمين الطريق الواصل بين حلب ودمشق. وقبل عام تماماً، أعلن النظام سيطرته الكاملة على مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، بعد أربع سنوات من المعارك مع الفصائل المعارضة. ويعزّز النظام سيطرته على الأرض منذ التدخّل العسكري الروسي أواخر العام 2015 الذي قلب المعادلة، وأتاح له تحقيق انتصارات على «داعش» في الشرق، وتقدماً على فصائل المعارضة في مناطق عدة من البلاد. وبعدما كانت قوات الرئيس بشار الأسد لا تسيطر على أكثر من 20 في المئة مطلع العام الحالي، صارت تسيطر حالياً على 56 في المئة من مجمل مساحة سورية، وفقاً للمرصد.