خسر النظام السوري آخر وجود لقواته النظامية في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، بعد سيطرة «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام) وجماعات إسلامية أخرى على مطار أبو الضهور العسكري الذي بقي محاصراً لأكثر من سنتين. ويشكّل سقوط المطار - وهو ثاني أكبر قاعدة جوية في كل سورية - ضربة معنوية للقوات النظامية التي تجاهد منذ فترة لتحقيق انتصار عسكري ما يضع حداً لسلسلة الهزائم التي تلقاها على أيدي فصائل المعارضة. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن «النصرة» وفصائل إسلامية أخرى «سيطرت بشكل كامل على مطار أبو الضهور العسكري - آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب - بعد هجوم عنيف منذ أول من أمس (أي منذ ثلاثة أيام) نفذه مقاتلو النصرة والفصائل مستغلين سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية التي تشهدها محافظة إدلب ومحافظات أخرى». وتابع: «وبهذا فإن قوات النظام تخسر آخر نقاط تواجدها في محافظة إدلب، فيما تبقى قوات الدفاع الوطني الموالية لها واللجان الشعبية مسيطرة على بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية». وأشار «المرصد» إلى أن المطار «بقي محاصراً لأكثر من عامين» من فصائل المعارضة الإسلامية وعلى رأسها «النصرة»، كما أنه «بقي معطلاً ولم تتمكن قوات النظام أو الطائرات المتواجدة فيه من تنفيذ عمليات عسكرية انطلاقاً منه». وفيما قال «المرصد» إن الاشتباكات استمرت بعد السيطرة على المطار بين قوات المعارضة وعناصر قوات النظام و «مسلحين موالين لها من أبناء المنطقة»، أقرت الحكومية السورية بأن «حامية المطار» قد انسحبت منه. وكتبت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»: «أخلى عناصر حامية مطار أبو الضهور العسكري اليوم (أمس) نقاط تمركزهم في المطار إلى نقاط أخرى وذلك بعد معارك شرسة مع التنظيمات الإرهابية». ونقلت الوكالة عن «مصادر ميدانية» إن «عناصر الحامية أخلوا نقاط تمركزهم بعدما استغل إرهابيو التنظيمات التكفيرية الأوضاع الجوية وانعدام الرؤية للتسلل إلى داخل المطار». وتصف الحكومة السورية فصائل المعارضة الإسلامية المسلحة بأنها «إرهابية» و «تكفيرية». وفي الإطار ذاته، كتبت وكالة «مسار برس» المعارضة ان قوات النظام انسحبت من مطار أبو الضهور، الذي يعد المطار الأكبر في الشمال السوري وثاني أكبر مطار في سورية، في اتجاه «مباني القيادة شمال المطار»، مشيرة إلى أن المعارضين سيطروا «على معظم الحظائر بما فيها من مدافع وآليات وطائرات حربية ومروحية، فيما قامت قوات الأسد بإحراق العديد من هذه الأسلحة لمنع الثوار من الاستفادة منها». وتابعت أن «كتائب الثوار أسرت عناصر من قوات الأسد وقتلت العشرات ممن رفضوا تسليم أنفسهم، فيما لا يزال بعض العناصر يحاولون الفرار بشكل عشوائي جنوباً باتجاه حماة، وشمالاً نحو خناصر جنوب حلب، حيث تبعد أقرب نقطة لنظام الأسد 30 كيلومتراً عن كل من حماة وحلب». وتابعت «مسار برس» أن المعارضة تقوم ب «تمشيط المطار بحثاً عن عناصر مختبئة، فيما تدور اشتباكات بشكل متقطع في بعض مباني القيادة، بسبب رفض بعض عناصر قوات الأسد الاستسلام». وأوضحت أن «الثوار سيطروا قبل 10 أيام على البوابة الرئيسية الغربية والساتر الترابي الجنوبي للمطار، مع استمرار التمهيد المدفعي المكثف». ثم «سيطروا على قرية الخشير الملاصقة لمطار أبو الضهور من الجهة الشمالية والبوابة الشرقية للمطار بعمليات انغماسية متتالية، وذلك بعد بدء عاصفة الغبار التي تضرب المنطقة منذ يومين، والتي منعت الطيران من التحليق بشكل تام». واختتم تقرير الوكالة بأن المعارضة فجّرت يوم الثلثاء «محطة الكهرباء داخل المطار والتي تغذيه بالكهرباء، وردمت بئر الماء المغذي للمطار» ما أدى إلى «إنهاك قوات الأسد داخله وانقطاع الاتصالات عنها، فضلا عن انقطاع الذخيرة والطعام لعدم قدرة المروحيات على رمي المظلات التي تحملها». وفي محافظة حمص بوسط سورية، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة» تدور بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في محيط حقل جزل النفطي بالريف الشرقي بعدما استعاد النظام مواقع كان التنظيم المتشدد قد سيطر عليها قبل أيام في الحقل الذي يُعد آخر آبار النفط التابعة للحكومة السورية. وفي محافظة السويداء بالجنوب السوري، أفاد «المرصد» أن اشتباكات دارت بين قوات النظام وعناصر «داعش» في محيط حقل بثينة بريف السويداء الشمالي الشرقي. أما في محافظة ريف دمشق، فقد أشار «المرصد» إلى أن عناصر «داعش» استهدفوا «حاجزاً للفصائل الاسلامية في أطراف ريف دمشقالجنوبي، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الفصائل الاسلامية». وجاء ذلك في وقت «تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الفرقة الرابعة و»حزب الله» اللبناني وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في المدينة». وتابع أن «مواطنة من مدينة الزبداني استشهدت متأثرة بجروح أُصيبت بها جراء قصف قوات النظام على مناطق في بلدة مضايا» المجاورة للزبداني. أما في شمال سورية، فقد تحدث «المرصد» عن اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وبين تنظيم «داعش» في محيط مدينة مارع ومحيط قريتي حربل وتلالين بريف حلب الشمالي، علماً أن القيادة الأميركية للتحالف ضد «داعش» أعلنت تنفيذ ثلاث غارات على مواقع التنظيم قرب مارع. وفي محافظة حماة بوسط البلاد، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة «بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية معركبة ومنطقة المصاصنة بريف حماة الشمالي، ومعلومات مؤكدة عن تمكن الأخيرة (المعارضة) من السيطرة على قرية معركبة، وسط استمرار القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك».