أعلنت وكالة الجماهيرية للأنباء الليبية الرسمية أن سيف العرب، نجل العقيد معمر القذافي، شُيّع أمس مع ثلاثة أطفال من أحفاد الزعيم الليبي في طرابلس بعدما قُتلوا السبت بغارة استهدفت فيلا كان العقيد القذافي وأفراد عائلته ينزلون فيها في العاصمة الليبية. ولم يحضر القذافي نفسه تشييع ابنه وأحفاده، علماً أن السلطات الليبية كانت قد ذكرت أنه كان موجوداً في الفيلا خلال الغارة لكنه لم يصب بجروح. وذكرت وكالة الجماهيرية: «شيّع الشعب الليبي في موكب مهيب بمقبرة شهداء الهاني في طرابلس، بعد صلاة ظهر الإثنين، جثامين أبنائه الشهداء «سيف العرب معمر القذافي» وأحفاد الأخ قائد الثورة الثلاثة: الطفل «سيف محمد معمر القذافي»، والطفلة «قرطاج هانيبال معمر القذافي»، والطفلة «مستورة حميد بوزتاية مسعود» ابنة الدكتورة عائشة معمر القذافي، وأصدقاءهم وجيرانهم الذين استشهدوا جميعاً في عدوان تحالف الناتو الصليبي الآثم على منزل الأخ القائد بأحد أحياء مدينة طرابلس». ولم يحدد تقرير الوكالة عدد القتلى الآخرين الذي سقطوا في الغارة التي راح ضحيتها سيف العرب وأحفاد القذافي الثلاثة. وأشارت الوكالة إلى أن «حشود المشيعين» تقدمها الفريقان مصطفى الخروبي والخويلدي الحميدي وعبد السلام جلود ومختار القروي «وعدد من الضباط الوحدويين الأحرار»، ومحمد معمر القذافي (النجل الأكبر للزعيم الليبي من زوجته الأولى) وسيف الإسلام القذافي (نجله الأول من زوجته الثانية) وحميد بوزتاية مسعود، ومحمد بلقاسم الزوي أمين مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، والبغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (الحكومة)، وأعضاء أمانة مؤتمر الشعب العام، إضافة إلى مسؤولين في القيادات الشعبية الاجتماعية ودعاة ووعاظ وخطباء وأئمة مساجد. وذكرت الوكالة أن جاد الله عزوز الطلحي شارك في التشييع وايضا السفير البابوي لدى ليبيا المطران جوفاني مارتينيلي، إضافة إلى «سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة». وأوردت الوكالة الليبية برقيات تعزية تلقاها القذافي من شخصيات وزعماء قبائل دانوا اغتيال ابنه وأحفاده. كذلك أشارت إلى أن المؤتمر الشعبي في منطقة أبو سليم (في العاصمة الليبية) قررت تسمية مواليد هذا الشهر والشارع الرئيسي في المنطقة باسم «سيف العرب معمر القذافي». وأضافت أن المؤتمر الشعبي قرر أيضاً في الاجتماع الذي عقده يوم الأحد «أخذ الثأر من كل الخونة والعملاء والجواسيس والزنادقة والدول الغاشمة المعتدية على الشعب الليبي وكل من ساهم في هذا العمل العدواني الظالم». وكانت الحكومة الليبية (رويترز) نفت الأحد وجود منشآت قيادة وتحكم في حي بطرابلس حيث قتلت غارة جوية لحلف شمال الأطلسي نجل العقيد القذافي وثلاثة من أحفاده. وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي إن الهجوم كان رابع محاولة لاغتيال القذافي الذي كان موجوداً في المبنى وقت الهجوم. ونفى الكعيم أيضاً ادعاءات ظهرت في بعض وسائل الإعلام قالت إن الحكومة اختلقت عمليات القتل تلك وقال انه سمح لزعماء الكنيسة في ليبيا بمشاهدة الجثامين في المستشفى. وطلب من الجراح الفرنسي جيرار لو كلوريك، الذي لا يعمل لدى الحكومة الليبية، التعرف بشكل مستقل على جثة سيف العرب (29 عاماً) وطفلين. وقال إن الثلاثة ماتوا نتيجة انفجار، لكن وجهي الطفلين شُوِّها بشكل يصعِّب مهمة التعرف عليهما. وقال الجراح إنه رأى جثة شاب يبلغ من العمر نحو 30 عاماً له لحية وشارب رفيع ووجهه يطابق صورة عرضت عليه لسيف العرب.