عندما يحاضر المدربون العالميون المحترفون في برامج القيادة، الإدارة، وغيرها، غالباً ما يستحضرون تجارب الشركات الناجحة، وهي غالباً الشركات المسيطرة على الحصة السوقية الأكبر في مجالها، ليس فقط لكبر حجمها الذي يأتي غالباً من نموها المطرد، ولكن أيضاً لكبر حجم «دماغ» من يديرها على أسس صحيحة، ويركز عمله على تطوير ذاته لتبتعد عن الآخرين في مسافات النجاح. حسناً، الحديث اليوم اقتصادي بحت، رغم أنه سيبدو رياضياً، والمناسبة هي حسم الدوري السعودي لفريق الهلال، الذي يحوزه ثلاث مرات خلال أربع سنوات، أي بنسبة 75 في المئة، والمرة الرابعة كانت من نصيب الاتحاد أي بنسبة 25 في المئة، ولبقية البطولات كان الحضور أيضاً طاغياً لهذا الفريق مع منافسة دائمة من فريقي الاتحاد، والشباب. أعتقد أن الأندية التي تدار كالشركات، بنفس الوضوح والاحترافية، والتخطيط هي التي ستواصل المسير، وأرى شخصياً في الهلال والشباب حسّ «البيزنس» على أسسه الصحيحة، ولا أتوقع أن يلحقهما أحد في المدى المنظور. كم مصطلح اقتصادي يمكن تطبيقه على الهلال في ما يتعلق بإدارة الشركات: التوزيع الصحيح للصلاحيات، روح الفريق الإداري، القوائم المالية الواضحة، الشراكة الاستراتيجية الناجحة، احترام المساهمين «الجمهور الداعم معنوياً ومادياً»، التركيز على استثمار النجاح، زيادة الحصة السوقية «الجماهيرية» سنوياً، الاستعانة بخبراء حقيقيين كمستشارين «الأمير عبدالله بن مساعد مثلاً»، الاستغلال الأمثل للموارد المالية «التعاقد مع أفضل أجانب مثلاً». انظر إلى الشباب مع اختلافات معينة، لكنه أيضاً واضح العلاقة بين داعميه وشرفييه وبين إدارته، لديه خطة استثمارية واضحة حالياً «النادي الراقي»، ومستقبلياً «استثمار موقعه على الطرق التجارية»، وهو أكثر من يدير صفقات ناجحة لبيع وشراء اللاعبين «مبدأ السوق الحر». الكرة باتت تخضع إلى قوانين السوق، وعالم الشركات حتى قبل أن يبدأ تخصيصها الذي ينافس الأخ المعيدي في السماع عنه وعدم رؤيته، لكن كثيراً من أهلها لم يدركوا هذه الفكرة بعد، وإذا كان الاتحاد ينافس حالياً بقوة، فهو إن لم يصحُ «اقتصادياً» فسيلحق ببقية الركب وسنمضي السنوات المقبلة نتفرج على الهلال والشباب وهما يديران اقتصاد الكرة ونجاحاتها في ما بينهما. قلت غير مرة إن قطاع الرياضة من الناحية الاقتصادية قطاع بكر، يمكنه أن يبدأ في اتجاهات عدة تحقق بلايين الريالات للأندية، وتخلق مئات فرص العمل، وعشرات الفرص لإنشاء شركات أو أعمال صغيرة ومتوسطة يستفيد من الاقتصاد الوطني»، والوضع الحالي للرياضة والأندية الرياضية لا يمكن أن يستمر على نظام «الفزعات»، أو نظام المراهنة على عاطفة الجمهور، فالرياضة يحبها الناس لتحقيق الفوز «الأرباح في لغة الاقتصاد»، ومع الوقت يفقد من لا يفوز هذه الثقافة. [email protected]