المنامة - أ ف ب - دعت غرفة التجارة والصناعة في البحرين أمس الى مقاطعة البضائع الايرانية بسبب «التدخلات السافرة» في شؤونها و «التحريض الصادر عن كبار المسؤولين في طهران». وأكد بيان صادر عن الغرفة انها تدعو «التجار البحرينيين والخليجيين الى مقاطعة التجار والبضائع الايرانية (...) وتدين التدخلات الايرانية السافرة في شؤون مملكة البحرين وعدم احترامها استقلالها». وتفيد تقارير صحافية بأن حجم التبادل بين البلدين بكل انواعه حوالى خمسة بلايين دولار سنوياً. وتابع البيان ان الغرفة «تستنكر التصريحات الايرانية التي تحمل كل عبارات البغض والتحريض الصادرة عن كبار المسؤولين ضد المملكة ودول مجلس التعاون وخصوصاً الشقيقة الكبرى السعودية». وندد ب «التصريحات الداعية الى اشاعة الفوضى والتوتر واشعال الفتن والقلاقل والتخريب». وأضاف «نتيجة للتدخل الايراني السافر في الاحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد (...) تدعو الغرفة الى وقف التعامل مع التجار الايرانيين ومقاطعتهم مالياً من خلال عدم التعامل مع البنوك والشركات الايرانية. كما تدعو الغرفة مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي وكل الاتحادات والغرف التجارية والصناعية في الدول العربية الى مقاطعة» ايران. وكانت السلطات البحرينية اعتبرت الاسبوع الماضي السكرتير الثاني في السفارة الايرانية شخصاً غير مرغوب فيه وامهلته 72 ساعة لمغادرة البلاد، اذ اتهمته بالضلوع في قضية تجسس في الكويت. ويأتي هذا الاجراء بينما تشهد العلاقات بين المنامة وطهران توتراً كبيراً منذ ان انتقدت ايران بشدة استخدام السلطات البحرينية القوة لوقف الحركة الاحتجاجية. في واشنطن، دعا الرئيس باراك اوباما ملك البحرين السبت الى احترام «الحقوق العالمية للشعب»، وذلك بعد يومين من الحكم على اربعة متظاهرين بحرينيين بالاعدام. وقال اوباما في اتصال هاتفي مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة ان الولاياتالمتحدة «تعتقد بأن استقرار البحرين مرتبط باحترام الحقوق العالمية للشعب وعملية اصلاح حقيقية تلبي تطلعات كل البحرينيين». وشهدت البحرين التي تضم مقر الاسطول الخامس الاميركي، تظاهرات واسعة النطاق نظمتها الاكثرية الشيعية في البلاد انطلقت في شباط (فبراير) للمطالبة باصلاحات سياسية وقمعتها السلطات منتصف آذار (مارس). وأصدر القضاء العسكري البحريني احكاماً بإعدام اربعة متظاهرين شيعة «اقروا بأنهم قتلوا شرطيين خلال التظاهرات». وحكم على ثلاثة آخرين بالسجن مدى الحياة في القضية ذاتها. وانتقدت واشنطن الجمعة سرعة محاكمة هؤلاء المحتجين. وقال جاكوب ساليفان، مدير الادارة السياسية في وزارة الخارجية، ان الولاياتالمتحدة دعت البحرين على اعلى المستويات الى التحرك باتجاه «حوار سياسي شامل» لوقف الاضطرابات. وقال ساليفان للصحافيين «نحن قلقون من السرعة التي جرت فيها المحاكمة والاحكام التي صدرت». وأضاف «من وجهة نظرنا التي عبرنا عنها مرات عدة، من المهم ان تجري المحاكمات بشكل شرعي وبشفافية وصدقية». وأوضح ان «من الضروري ان تتحرك جميع الاطراف (في البحرين) باتجاه حوار سياسي شامل. انها رسالة وجهناها الى اعلى السلطات في الحكومة البحرينية». وقال مسؤولون في الخارجية الاميركية ان هذه الرسالة حملها جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، الى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة.