شن مسلحون موالون لتنظيم «داعش» هجوماً على مركز للاستخبارات غرب كابول في محاولة لاقتحامه أمس، ما أطلق اشتباكاً مع قوات الشرطة استمر أربع ساعات. وأثار تبادل إطلاق النار وسط حي سكني حيث تمركز المسلحون في مبنى قيد الإنشاء، قلقاً في أوساط السلطات من تنامي نفوذ مسلحي «داعش» وجرأتهم في شن عمليات في العاصمة الأفغانية المستهدفة أيضاً من جانب حركة «طالبان». واستهدف الهجوم مركزاً للتدريب العسكري تابعاً لإدارة الأمن الوطني (المقر الرئيسي للاستخبارات) الذي يقع في منطقة قريبة فيها أيضاً جامعة كابول. وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم، وأشار في بيان بثته وكالة «أعماق» الناطقة باسمه، إلى أن «انغماسيين من الدولة الإسلامية هاجما مركزاً للاستخبارات الأفغانية في مدينة كابول». ولم تؤكد السلطات الأفغانية عدد المهاجمين، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نجيب دانيش للصحافيين أن «مجموعة من المسلحين هاجمت مبنًى لمركز تدريب تابع لإدارة الأمن الوطني في كابول». وأضاف: «لا نعرف عدد المهاجمين ولا ما إذا كان هناك ضحايا». وقال مصدر في الاستخبارات لوكالة «فرانس برس»، طالباً عدم نشر اسمه أن المهاجمين «كانوا يختبئون في مبنى قيد الإنشاء. فجرنا سيارة مفخخة لهم وقتلنا اثنين أو ثلاثة منهم». وأشار مساعد الناطق باسم وزارة الداخلية نصرت رحيم إلى «إطلاق نار من أسلحة وخفيفة» سمع في الأحياء المجاورة وفي محيط جامعة كابول. وأفاد طلاب بأن «دوي إطلاق نار من أسلحة مضادة للدروع ورشاشات سمع فجأة عند الساعة العاشرة صباحاً (السادسة بتوقيت غرينتش) وهرعت الشرطة إلى المكان بسرعة وأغلقت الشوارع»، ومنعت الناس من التوجه إلى منازلهم أو أماكن عملهم. وأشارت تغريدات على «تويتر» إلى دوي «انفجار تلاه إطلاق نار»، وهو سيناريو تقليدي للهجمات التي يشنها الإرهابيون على أهدافهم، باعتبار أن التفجير يهدف إلى فتح الطريق أمام المهاجمين المسلحين. ومنعت الشرطة المراسلين والصحافيين من الاقتراب من المنطقة التي طوقتها بالكامل. واستبقيت وسائل الإعلام في مكان بعيد. ورفض المسؤولون في جهاز الاستخبارات تقديم توضيحات حول الهجوم وفرضوا تعتيماً كاملاً على ملابساته. وقال مصدر أمني، طالباً عدم كشف هويته أن «كل قواتنا الخاصة أرسلت إلى المكان». وأضاف أن «مركز التدريب 80» المستهدف هو الأكبر الذي تستخدمه «إدارة الأمن الوطني»، وفيه يتم تأهيل كل رجال الاستخبارات الأفغان. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها المركز، إذ تعرض لهجوم إرهابي في أيلول (سبتمبر) الماضي، تمثل في انفجار شاحنة مفخخة أمام مدخله الرئيسي، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى، وفق ما أفادت وزارة الداخلية الأفغانية حينذاك. ورفعت درجة التأهب الأمني في كابول منذ 31 أيار (مايو) الماضي، عندما انفجرت شاحنة مفخخة في الحي الديبلوماسي في العاصمة، ما أسفر عن سقوط 150 قتيلاً وجرح مئات غالبيتهم من المدنيين.