لن يحتفل العالم اليوم الأحد بعيد العمال فقط، بل سيبتهج بيوم آخر يبعث اسمه في النفس السعادة، ألا وهو «اليوم العالمي للضحك». ففي العام 1998، فكر الطبيب الهندي مادان كاتاريا، مؤسس «الحركة العالمية ليوغا الضحك» في اختيار أول أحد من شهر أيار (مايو) من كل عام يوماً للضحك، تأكيداً على معاني السلام العالمي بين الشعوب وبغية مد جسور الأخوّة والصداقة العالمية عبر الضحك. شهرة هذا اليوم الذي أقيمت فعاليته للمرة الأولى في الهند امتدت إلى بلدان أخرى، إذ ينتشر حول العالم نحو ستة آلاف نادٍ للضحك تحتفل كلها بهذا اليوم عبر حفلات موسيقية راقصة في الهواء الطلق. ويؤكد الخبراء أن الضحك سواء كان قهقهة أو مجرد ابتسامة خجولة لا يساهم فقط في إدخال السعادة على القلب، بل من الممكن أن يساعد في تخفيف الألم أيضاً. فالضحك ينشط أماكن في المخ لا تنشط إلا بتأثير الكوكايين أو النقود، كما أن الإنسان لا يمكنه أن يضحك ويفكر في الوقت ذاته. والضحك لمدة دقيقتين في اليوم له التأثير ذاته الذي تفعله 20 دقيقة من ممارسة الرياضة، كما ان ضحك الفرد مدة 15 دقيقة يومياً سيحرق سعرات حرارية تكفي لإنقاص 2 كيلوغرام سنوياً. والإنسان البالغ يضحك في المتوسط 15 مرة يومياً وهذا معدل ضئيل للغاية، فيما يضحك الأطفال 400 مرة في اليوم الواحد. كما يخفض الضحك ضغط الدم المرتفع ويوسع الشرايين، ويساعد وظائف المخ ويقوي الذاكرة، ويوازن بين كيمياء التوتر والضغط. كما أنه يعمل على زيادة إنتاج هرمون السعادة المعروف باسم «سيروتونين»، ما يقلل من إفرازات هرمونات الغضب التي تقلل المناعة. وأثبتت دراسة أجراها باحثون في كلية إمبريال التابعة لجامعة لندن، أن الدماغ يستجيب ل «الأصوات الانفعالية» التي تصدر عن أشخاص آخرين ومنها الضحك. كما يعمل الضحك على تنشيط الغدد الليمفاوية التي تهاجم الخلايا السرطانية، فضلاً عن بروتين «جاما - أنترفيرون» المضاد للفيروسات التي تهاجم الخلايا والذي يساعد في القضاء على الأورام. ففي اليابان أصبح العلاج بالضحك ضرورة كعلاج تكميلي بجانب الطب الدوائي، إذ منحت اليابان 49 رخصة للعمل كمعالجين بالضحك لمساعدة الناس على تحسين أداء الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض ومساعدة المرضى على الاسترخاء والتخلص من التوتر حتى يمكنهم التغلب على المرض بصورة أفضل.