أشار خبراء متابعون للشأن الياباني، أن المرأة في «بلاد الشمس الساطعة» تعاني الأمرّين بأثر من الزلازل التي ضربت مفاعلات فوكوشيما، وتسبّبت في أضخم حادث نووي غير حربي في تاريخ اليابان التي تعرّضت لقصف بالقنابل الذريّة قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. وشدّدت ناشطات يابانيات مهتمّات بشؤون المرأة على الحاجة الملحّة للإسراع بمساعدة النساء في اليابان، لأنّهن يتولين أيضاً رعاية الفئات الأضعف من الأهالي مثل الأطفال والمسنين وأصحاب الإعاقات وغيرهم. والمعلوم أن المرأة اليابانية ما زالت تعاني من القيود التي تفرضها التقاليد الذكورية الصارمة، على رغم التحرّر الكبير الذي أحرزته في العقود الماضية. وأشارت هيرانو كيكو، رئيسة «مركز موريوكا للمرأة» الذي يعمل بالتعاون مع منظمة «أوكسفام» العالمية، إلى ضرورة التركيز حاضراً على مساعدة النساء وأطفالهن. وقالت: «نحن بحاجة إلى التحرّك بسرعة للتأكّد من تلبية حاجات النساء، ولمنع وقوع مشاكل جديدة لهن، بعد الكارثة النووية». وعجلت مجموعة من المنظّمات النسائية بتكثيف مساعداتها للنساء المتضررات بهذه الكارثة، خصوصاً مع تراجع وقع الصدمة القوية الأولى الناتجة عن أسوأ كارثة ضربت اليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وفي السياق عينه، نقلت وكالة «أي بي أس» الرقمية للأنباء، تصريحاً للناشطة ياسوكو أراي، الناطقة بإسم جمعية «سينداي» للمساواة بين الجنسين، قالت فيه: «لا توجد سوى كلمة وحيدة تصف وضع النساء اليابانيات المتضرّرات من هذه الكارثة: «الصبر»... لقد تحملت كثيرات منهن ظروفاً مروعة في مراكز الإجلاء، إذ فقدن أقاربهن، بمن فيهم أطفالهن، وأصبحن أمهات أرامل بين عشية وضحاها». وتعمل جمعية «سينداي» بالتعاون مع السلطات المحلية في منطقة توهوكو حيث تسبب الزلزال والتسونامي بأضرار بالغة في قرى الصيد الساحلية الصغيرة والمناطق الزراعية. وبيّنت أراي أن إدارة هذه الجمعية تعمل على تأسيس شبكة لمساعدة النساء المتضرّرات من كارثة فوكوشيما. وستتولى هذه الشبكة جمع أقوال النساء وشهاداتهن، ووضع قوائم بحاجاتهن الخاصة، وتشجيعهن على التعبير عن أفكارهن في تدابير الإعمار الواجب تنفيذه في المنطقة المنكوبة. وشرحت أراي أيضاً أن الثقافة الاجتماعية التقليدية تقيّد حرية المرأة في الإفصاح عن آرائها، ما يعني أن النساء أخذن في مخالفة هذه القاعدة، خصوصاً في مسألة أن يمسك الرجال بزمام القيادة دوماً. وقالت: «لقد حان الوقت لتغيير هذا النمط من التقاليد». وفي سياق متّصل، نجت كاوري تانو، رئيسة «جمعية الأمهات الوحيدات» في مدينة كورياما في فوكوشيما، من الزلزال الذي دمر أجزاء من منزلها. وانتقلت لقيادة حركة نسائية تقدّم المشورة العلمية والنصح لمن فقدن كل شيء تقريباً. وقالت تانو: «الأمر يتعلق بأمهات وحيدات فقدن كل شيء، ويواجهن مشاكل كبيرة... تعرب النساء اللواتي يتصلن بي، عن حال مستمرة من القلق والتوتر، لأنهن لا يعرفن ما الذي يمكنهن فعله بصدد البحث عن بيت جديد مع الحفاظ على وظائفهن مثلاً، وكذلك الحال بالنسبة لطرق الحصول على حاجاتهن المعيشية في ظل هذه الظروف الكارثية».