أكد المسؤولون والخبراء أن اليابانيات يقعن ضمن أكثر المنكوبين تضررا من زلزال يوم 11 مارس الماضي وموجات المد الهائلة التي تبعته واجتاحت الساحل الشمالي لليابان. وشدد المعنيون بشؤون المرأة على الحاجة الملحة للإسراع بمساعدتهن، نظرا إلى أنهن يتولين أيضا رعاية الفئات الأضعف من الأهالي كالأطفال والمسنين. وصرحت هيرانو كيكو، رئيسة مركز موريوكا للمرأة العاملة بالتعاون مع منظمة أوكسفام العالمية، «يجري التركيز الآن على مساعدة النساء وأطفالهن. نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة للتأكد من تلبية حاجاتهن لمنع وقوع مشكلات جديدة». وبالفعل عجلت العديد من المنظمات النسائية بتكثيف مساعداتها للنساء المتضررات الآن وقد بدأ يتراجع وقع الصدمة القوية الأولى الناتجة عن أسوأ كارثة ضربت اليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وأكدت ياسوكو أراي، المتحدثة باسم جمعية «سينداي» للمساواة بين الجنسين «لا توجد سوى كلمة واحدة تصف وضع النساء المتضررات من الكارثة، هذه الكلمة هي «الصبر». لقد تحملن ظروفا مروعة في مراكز الإجلاء وفقدن أقاربهن بمن فيهم أطفالهن وأصبحن أمهات أرامل بين عشية وضحاها». وتعمل الجمعية بالتعاون مع سلطات سينداي، كبرى مدن منطقة توهوكو حيث تسبب الزلزال والتسونامي في أضرار بالغة في قرى الصيد الساحلية الصغيرة والمناطق الزراعية. وأضافت أراي أن إدارة المساواة بين الجنسين تؤسس حاليا شبكة جديدة لمساعدة المرأة، سوف تتولى جمع أقوالهن وشهاداتهن، ووضع قوائم بحاجاتهن الخاصة، وتشجيعهن على التعبير عن أفكارهن في تدابير الأعمار الواجب اتخاذها. وشرحت المتحدثة باسم الجمعية أن «الثقافة الاجتماعية التقليدية تقيد حرية المرأة في الإفصاح عن آرائها. بالتالي فما يجري الآن يخالف هذه القاعدة، فمن المتوقع أن يكون الرجال هم القادة. لقد حان الوقت لتغيير هذا النمط». هذا وقد نجت رئيسة جمعية الأمهات الوحيدات بمدينة كورياما في فوكوشيما كاوري تانو، من الزلزال الذي دمر أجزاء من منزلها، وتقود الآن حركة لتقديم المشورة والنصح لنظيراتها اللاتي فقدن كل شيء. وصرحت تانو أن الأمر يتعلق «بأمهات وحيدات فقدن كل شيء ويواجهن مشكلات كبيرة.. النساء اللائي يتصلن بي يعربن عن حالة مستمرة من القلق والتوتر لأنهن لا يعرفن ما الذي يمكنهن أن يفعلنه» كالبحث عن بيت جديد مع المحافظة علي وظائفهن وما غير ذلك من الحاجات المعيشية الملحة. من جهة أخرى تنظم وزارة الصحة اليابانية «من باب الحيطة والحذر» فحوصا لمعرفة ما إذا كان حليب بعض النساء المرضعات يحتوي على آثار إشعاعية، نتيجة لتضرر محطة فوكوشيما على إثر الزلزال والتسونامي اللذين ضربا البلاد ونقلت وكالة «كيودو» للأنباء عن يوكيو إيدانو المتحدث باسم الحكومة قوله «نرى أنه ما من شيء يدعو للقلق». أضاف «لكننا نفهم جيدا قلق بعض الأمهات. ومن باب الحيطة والحذر، أصدرنا هذه التعليمات» لإجراء الفحوص. وكانت منظمة يابانية غير حكومية قد أشارت إلى أن بعض الفحوص التي أجرتها مختبرات خاصة بينت آثارا خفيفة لليود الإشعاعي 131 في بعض عينات حليب نساء مرضعات. وقد ظهر ذلك في العينات المأخوذة من أمهات يعشن في أربع ولايات قريبة من طوكيو. لكن المنظمة غير الحكومية لفتت إلى أن النشاط الإشعاعي المسجل أتى أقل من الحد الأقصى المسموح به في المياه المخصصة للرضع. أما المستوى الأعلى فقد سجل في أواخر مارس الماضي لدى امرأة تعيش في مدينة كاشيوا في ولاية شيبا التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن المحطة النووية المتضررة في فوكوشيما