أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان بعد يومين على اعنف زلزال يضرب اليابان ان بلاده تواجه اخطر ازمة منذ الحرب العالمية الثانية. وقال كان ان الوضع في محطة فوكوشيما النووية لا يزال خطيرا وان المهندسين يحاولون احتواء تداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق اليابان واعقبه تسونامي. واعلنت حال الطوارئ الاحد في محطة نووية ثانية تضررت جراء الزلزال اثر تسجيل مستوى مرتفع من النشاط الاشعاعي فيها، على ما اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاحد. واعلنت الوكالة التابعة للامم المتحدة ومقرها في فيينا في بيان ان "السلطات اليابانية ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان شركة توهوكو للطاقة الكهربائية افادت عن حال الطوارئ الاولى (او في المستوى الادنى) في محطة اوناغاوا". واضافت ان المفاعلات الثلاثة في موقع اوناغاوا النووي "تحت السيطرة" بحسب السلطات اليابانية. واوضحت الوكالة انه طبقا للضوابط اليابانية "اعلن الانذار اثر تسجيل مستويات نشاط اشعاعي تتخطى المستويات المسموح بها في المنطقة القريبة من المحطة". وتابعت ان "السلطات اليابانية تسعى لتحديد مصدر الاشعاعات". كما نقلت وكالة "كيودو" عن مسئولين في إدارة الإطفاء قولهم إن نظام التبريد في محطة توكاي النووية اليابانية تعطل مساء امس الأحد وحذرت الحكومة اليابانية أمس الاحد من مخاطر وقوع انفجار جديد في محطة فوكوشيما رقم 1 بسبب تراكم الهيدروجين. رئيس الوزراء الياباني : نعيش أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية واوضحت الوكالة انه "على اثر خلل في نظام الضخ تحت الضغط العالي ومحاولات اخرى لتبريد المفاعل، بدأ ضخ المياه ثم مياه البحر". واعلن رئيس الوزراء الياباني ايضا ان اليابان قد تتعرض لانقطاع للتيار الكهربائي على نطاق واسع بعد الزلزال الذي ضرب الجمعة الارخبيل وادى الى توقف عدة محطات نووية عن العمل. وما زالت اليابان تعيش صدمة الكارثة، ففي ميناء سينداي ترقد طائرة محطمة وسط قطع من خشب المنازل المدمرة .. وعلى بعد ساعة بالسيارة يفحص عمال يرتدون اقنعة بيضاء وملابس واقية آلاف الاشخاص لمعرفة مدى تعرضهم للاشعاع المتسرب من محطة نووية. وبعد يومين من اغراق زلزال مدمر وامواج مد عاتية الساحل الواقع شمال شرق اليابان ليقتل المئات ويجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم تلاقي اليابان صعوبة في استيعاب مدى احدى اسوأ كوارثها. وقال إيتشيرو ساكاموتو (50 عاما) في مدينة هيتاشي بمقاطعة إيباراكي "هل هو حلم؟ اشعر كما لو انني اشاهد فيلما او شيئاً من هذا القبيل... عندما اكون بمفردي اضطر لقرص وجنتي للتأكد مما اذا كان هذا حلما ام لا." ناجون من الزلزال والتسونامي يتماثلون للشفاء بمستشفى في فوكوشيما(أ.ب) وفي سينداي وهي مدينة يسكنها مليون نسمة يفتش الناجون وعمال الانقاذ في كومات من القمامة المختلطة بالاخشاب وغيرها من انقاض المنازل والمباني عن متعلقاتهم الشخصية وينتشلون الجثث. وقالت ميتشيكو يامادا (75 عاما) في ريكوزينتاكاتا وهي قرية سواها الزلزال بالارض تقريبا في اقصى شمال مقاطعة إيوات "كانت امواج المد سوداء وشاهدت اشخاصا في سيارات وزوجين مسنين جرفوا امامي مباشرة." وذكرت وكالة كيودو اليابانية للانباء ان كثيرا من الجثث انتشلت من تحت الانقاض في قرية يامادا حيث غرق خمسة الاف منزل. وفي بلدة اوتسوتشي القريبة جرفت المياه مقر رئاسة البلدية في حين كان رئيس البلدية والمسؤولون المحليون داخله على ما يبدو. وفي كورياما بمقاطعة فوكوشيما جنوبي سينداي يجرى فحص الاف الاشخاص الذين تم اجلاؤهم من مناطق حول محطة الطاقة النووية لمعرفة ما اذا كانوا تعرضوا لاشعاع نجم من انفجار احد مفاعلاتها بينما تجاهد السلطات للتعامل مع تبعات التسرب. وعلى الرغم من اصرار الحكومة على ان مستويات الاشعاع منخفضة في اعقاب الانفجار الذي وقع في المبنى الرئيسي للمحطة الواقعة على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو يمسك العمال الذين ارتدوا اقنعة بيضاء وملابس واقية بأجهزة فحص يدوية لاجراء مسح لكل من يصل الى مراكز الاجلاء. وثمة مخاوف من مقتل نحو عشرة آلاف شخص في الزلزال وتدمير 20820 منزلا او تعرضها لاضرار شديدة. وتدفقت التقارير الخاصة بحجم الخسائر الفادحة اليوم. وفي ريكوزينتاكاتا تدافع الناجون لاسترداد متعلقاتهم وفي بعض الاحيان تسلقوا اشجارا سقطت او سيارات مقلوبة. العديد من المناطق جرفتها المياه تماما مما اوجد مساحات واسعة من الطين والوحل تناثرت فيها قطع الاخشاب والاجهزة. ولم يبق قائما سوى المباني القوية الراسخة. وصرح مسئول حكومي بارز بأن الشركات اليابانية المسئولة عن الخدمات ربما تقلص استخدامها للكهرباء من أجل التعامل مع نقص موارد الطاقة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وتسبب بتدمير البنية التحتية. وتكافح البلاد لاحتواء ما يمكن أن تكون أسوأ كارثة نووية يشهدها العالم منذ 25 عاما بعد تعطل نظام التبريد في مفاعلين نوويين جراء الزلزال فيما ارتفع عدد قتلى أمواج المد البحري التي اجتاحت الشمال الشرقي الى اكثر من عشرة آلاف. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن مسؤول بالشرطة قوله إن اكثر من عشرة آلاف شخص ربما يكونون قد قتلوا حين اجتاحت امواج المد العاتية الساحل لتحول بلدات كاملة الى أنقاض. وعمل المسؤولون جاهدين لمنع الارتفاع الشديد في حرارة قضبان الوقود بالمحطتين اللتين تضررتا من جراء الزلزال بعد تسرب الإشعاع الى الجو. وقالت الحكومة إن مبنى يضم مفاعلا ثانيا معرض لخطر الانفجار بعد أن أطاح انفجار بسقف محطة نووية أخرى في اليوم السابق. وأثارت الحادثة النووية التي هي الأسوأ منذ كارثة تشرنوبيل عام 1986 انتقادات بأن السلطات غير مستعدة لزلزال بهذا الحجم وللخطر الذي قد يمثله على صناعة الطاقة النووية بالبلاد. وأثارت الأزمة احتجاجات مناهضة لاستخدام الطاقة النووية في اوروبا. وكون ما يصل الى 60 الف شخص درعا بشرية على مسافة 45 كيلومترا في المانيا للتنديد بسياسة الحكومة التي تنطوي على تمديد عمل المحطات النووية. وأمر المسؤولون في اليابان بإخلاء منطقة نطاقها 20 كيلومترا حول المحطة النووية وعشرة كيلومترات حول محطة أخرى على مقربة. وغادر نحو 140 الف شخص المنطقة في حين استعدت السلطات لتوزيع اليود لحماية الناس من التعرض للإشعاع. من جهة أخرى، اعلن المرصد الجيولوجي الاميركي ان الزلزال العنيف ازاح الارخبيل 2,4 متر عن موقعه. وصرح بول ارل خبير الزلازل في المرصد لفرانس برس ان "هذا رقم معقول ومنطقي". واضاف ارل "مع زلزال بهذه القوة يمكن ان تحصل ازاحة لمحور الارض او للبلد. وعلى خط الزلزال يمكن ازاحة محور البلد عشرين مترا على الجانبين". وتابع ان تحركات مماثلة يمكن ان تكون سجلت في كل من تشيلي واندونيسيا.