شهدت الحدود الليبية - التونسية أمس معارك كر وفر بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار بهدف السيطرة على معبر الذهيبة - وازن الذي انتزعته قوات الزعيم الليبي من المعارضة بعد ظهر الخميس قبل أن يستعيده الثوار ليلاً لتطردهم القوات الحكومية مجدداً قبل أن يعلن هؤلاء بعد ظهر الجمعة بسط سيطرتهم على المعبر وإلحاق خسائر كبيرة بقوات القذافي. لكن مع حلول المساء لم يكن واضحاً في شكل تام مجرى المعركة، إذ تردد أن قوات الزعيم الليبي التي انسحبت إلى الهضاب المحيطة بالمعبر كانت تستعد لشن هجوم جديد لاستعادته. وجاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع التونسية بعد الظهر «إرجاع» جنود موالين للقذافي «إلى التراب الليبي» بعدما عبروا الحدود إلى تونس واشتبكوا مع قوات الأمن التونسية. ودخل الجنود الليبيون بلدة الذهيبة التونسية أثناء قتال المعارضين الليبيين من أجل السيطرة على المعبر الحدودي القريب في وازن. وجاء في بيان بثته «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» أن وزارة الدفاع التونسية قالت إن الجيش «تدخل وأوقف بعض أفراد كتائب القذافي الذين تم تجميعهم ثم إرجاعهم إلى التراب الليبي». ولم تكشف عدد الجنود الذين أعيدوا. وقبل ذلك، قال مسؤول تونسي رفيع إن بلاده استدعت السفير الليبي لتقديم احتجاج شديد اللهجة على توغل قوات القذافي داخل أراضيها أثناء ملاحقة الثوار، وإنها أبلغته «أننا لن نسمح بهذه الخروقات. حرمة التراب التونسي خط أحمر لا يمكن السماح بتعديه». وأكد أن تونس «ليست طرفاً في النزاع». في غضون ذلك، كشف المسؤول في حلف شمال الأطلسي الجنرال البريطاني روب وايغهيل أن قوات «الناتو» ستحاول تخفيف الحصار المفروض على مدينتي الزنتان ويفرن في جنوب غربي طرابلس واللتين تتعرضان لقصف من قوات القذافي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسيل «نرى عمليات هجومية كثيرة تشنها قوات القذافي في منطقتي الزنتان ويفرن ومن الواضح أن هذا الأمر سيكون أولوية بالنسبة إلينا». وأوضح أن الحلف «يحاول إصابة مزيد من قوات القذافي التي تمارس الضغط على مراكز مدنية». وأضاف: «تعلمون أن لا يمكننا كشف الخطة، لكنكم سترون النتيجة في الأيام المقبلة». وتقاوم مدينة الزنتان الجبلية قوات القذافي منذ 17 شباط (فبراير)، ومثلها يفرن الواقعة أيضاً في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس.